يَعتَبِـرُ أغلب الاختصاصيين أن اللاعب العالمي الكبير ليس بالضرورة أن يكون يوما أحد المدربين الكبار بعد نهاية مشواره كلاعب، والأمثلة عديدة عن لاعبين أبدعوا في الميادين في الوقت الذي كانت تجربتهم في التأطير فاشلة إلى أبعد درجة لأسباب مختلفة.
ظهر في المدة الأخيرة مثال عن نجاح باهر في مستوى عال، وتعلق الأمر بمدرب ريال مدريد الحالي زين الدين زيدان الذي بعد أن « أبهر العالم « بفنياته العالية والموهبة الفريدة من نوعها.. تحوّل بشكل مذهل إلى مدرب ذ كفاءة عالية في وقت قياسي لم يكن ينتظره في هذا المستوى حتى أكبر المتفائلين...
فقد تم اختياره لمنصب يتطلب خبرة « تدريبية « كبيرة بفعل وجود نجوم عديدة في الريال و المنافسة « القوية في الليغا ورابطة الأبطال ، إلا أنه نجح في تسيير سفينة أصحاب الزي الأبيض بثبات.
واستطاع أن يتغلب على بايرن ميونيخ في عقر داره ويضع قدما في نصف نهائي رابطة الأبطال بذكاء تكتيكي كبير ، في الوقت الذي يتواجد في الجهة المقابلة مدرب له مسيرة طويلة في المحطات الكبرى و هو أنشيلوتي الذي سبق له وأن درّب .. زيدان عندما كان في جوفنتوس الايطالي، كما أن « زيزو» كان مساعدا لأنشيلوتي لما كان هذا الأخير على رأس العارضة الفنية للريال.
ويمكن القول أن زيدان « كسب « العديد من النقاط عند احتكاكه بمدربين كبار، واستفاد من مسيرته كلاعب إلى أبعد درجة كونه يفهم تفكير « النجوم « وطريقة استغلال إمكانياتهم فوق الميدان.
ولم يكن الاعتراف بـ» قوة زيدان « من طرف المتتبعين فقط، وإنما جاء اعتراف أنشيلوتي ليكون مؤثرا جدا و صريحا على زيزو، أين قال المدرب الإيطالي : « زيدان غيّر رؤيتي لكرة القدم عندما كان ضمن تشكيلتي، حيث عرفت عند مشاهدته أن مهارة اللاعبين هي أقوى من التنظيم التكتيكي لأي فريق...»