اطّلع القادة الأفارقة خلال زياراتهم إلى الجزائر على المستوى الذي بلغه الاقتصاد الوطني والنوعية التي تحلّى بها في مسعى مواجهة المنافسة الأجنبية في محيط يضيق تحت زحمة العلامات التجارية الكبرى، التي تروجها وحدات تمتلك تجارب تمتد إلى قرون من الزمن.
هذا المنتوج الذي يحمل «علامة صنع في الجزائر»، جاء وليد مسار طويل ومعارك إعادة هيكلة وإصلاحات وتجارب شراكة حول تقاسم المعرفة وغرض الوجود دون الاكتفاء بالموجود أو التوقف عند ما تم بلوغه.
جاء هذا المنتوج، الذي عرف حملات تعبئة وتحسيس وتحفيز من قبل أعلى هرم سياسي في الجزائر، في مسعى البحث عن البديل الحتمي للمحروقات التي تعرف أسعارها انهيارات بلا توقف وتفرض إملاءات مضرة بالمدخول الوطني المهددة حتى السيادة والاستقرار الذي بلغته بلادنا بشق الأنفس بعد عشرية حمراء خلفت الكثير من المآسي والجروح وولدت في نفس الوقت تدابير احترازية من الآتي ورؤية استشرافية ترافع لتحصين الذات من أي تهديد قبل وقوعه.
هذا المنتوج الوطني، الذي بلغ مستوى من النجاعة بعد نضالات لم تتوقف، رصده الرئيس الكونغولي دونيس ساسو انغيسو بقسنطينة، حيث عاين عن قرب ما بلغته الصناعة الميكانيكية شريان الاقتصاد الوطني وقلبه النابض ووجهة تصدير جزء كبير منه إلى السوقين الأوروبي والإفريقي، ممهدا الطريق لباقي الوحدات لكسر التردد والاعتماد على النفس في اقتحام الفضاءات التجارية الكبرى دون انتظار، اعتمادا على معيار المواصفات أولا ودائما.
من عين سمارة محطة لعتاد الأشغال العمومية إلى وحدات إنتاج الجرارات والصناعة العسكرية، اطلع الرئيس الكونغولي على الإمكانات التي تزخر بها الجزائر. وهي إمكانات كشفت النقاب عنها منتوجات صناعية اقتحمت السوق الإفريقية بعد عقود شراكة واتفاقات تعاون حرص عليها الرؤساء خلال زيارات دولة إلى بلادنا، مقتنعين، حد الثمالة، بالتعاون الإفريقي - الإفريقي والتكامل الإفريقي - الإفريقي الذي يحتل الأولوية في مختلف مشاريع الاتحاد الافريقي، في صدارتها الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا «نيباد» التي كان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من رواد مؤسسيها، إلى جانب الرئيسين السابقين النيجيري أوباسنجو والجنوب الإفريقي تابو مبيكي، في وقت عمل قادة أفارقة آخرون، وهم قلة، المستحيل من أجل إفشال المشروع، ناعتين إياه بألقاب ومواصفات ما أنزل الله بها من سلطان.
سنوات تمر وتظهر إلى الملأ جدوى ما رافع من أجله رئيس الجمهورية إلى جانب نظرائه الأفارقة الغيورين على استقلالية القرار السياسي الإفريقي وتحرره من إملاءات الخارج ووصفاته. هؤلاء المنادون بأعلى صوت بحتمية التكامل الإفريقي وتعاونه طالبوا بتولي الأفارقة إدارة شؤونهم وفتح السوق القارية لمنتوجاتهم دون السقوط في التبعية للخارج الذي يعمل ما في المقدرة من أجل أن تبقى إفريقيا هشة ضعيفة مستهلكة دوما لبضائع غيرها لا تقوى على بناء منظومة اقتصادية خاصة.
الجزائر، التي قادت التحرر الإفريقي بنت منظومة صناعية أثبتت جدواها وتنوعها وعلاماتها التجارية التي تعدت شهرتها الحدود الوطنية إلى عمق القارة السمراء.
وما توقف عنده الرئيس ساسو نغيسو بمدينة الجسور المعلقة إلا مثال حي.
العلامـة الجزائريـة تكسـب الرواج
فنيدس بن بلة
29
مارس
2017
شوهد:541 مرة