أكاد أجزم أن أولئك الذين يحاولون في كل مرة التشكيك في عظمة ثورة التحرير وأحقية الجزائر في استقلالها وتضحيات أبنائها، أنهم أقرب إلى المرتزقة من الخونة والحركى أنفسهم، فكيف نفسر هذا التكالب المستمر على الجزائر ورموزها وتاريخها، يصعد نقيقها من أبواق دخيلة مشكوك في رصيدها ..تصنع في كل مرة خيبة قميص عثمان، ربما تواجدها وتفاخرها بالحديث المتطاول، جاء من عقبات و خيرات الجزائر، ورحم هذه الملحمة العظيمة بسواعد وزغاريد البنادق لجيل نوفمبر الخالد في تاريخ الأمة العربية برمتها ككل .
ونحن نعيش على ومضات نورانية وتخليد ذكرى عيد النصر الموعد الحاسم في مسيرة الكفاح المسلح ضد إدارة استعمارية وجيش نازي بغيض بكل الأوصاف المعروفة والمتخفية، تخرج الأصوات النشاز لترسم خارطة طريق وهمية، بغية منح الضوء الأخضر لأولئك الحركى الذين باعو وطنهم بدراهم معدودات، وخانوا عهدهم مع بلدهم، وقد شرفهم من دبر وهم يغرقون في أوسمة العار والخيبة .
بعد حادثة بن قانة وتضخيم دناءة جبروته بالانتصار، تناسى هؤلاء أن الزعيم الذي شبه لهم هو قناص وقاطع الأذان لمئات الجزائريين، تقرب بها زلفى إلى أسياده إرضاء للبقاء في قيادة الزاب ..المنطقة اليتيمة بجبروته وقسوته وضغينته.
في السياق ذاته أصوات أبناء الحركى والڤومية ممن ناموا دهرا ونطقوا كفرا..و بعد نومة خانتها الإغفاءة ودنستها اليقظة، راحوا يلتمسون من مترشحيهم إدراج حلم العودة إلى وطن باعوه لحظة الكر والفر، ولم يكن رد بعض من خاضوا حملاتهم الانتخابية إلا الرد بالثقيل على طلاسمهم، داعين إياهم إلى القليل من الحياء تجاه هذه الأوطان الشريفة التي باعوها.
وتداعت الأحداث والخرجات كأنها حملة مسعورة وهاهي فرنسا الاستعمارية تكرم قوافل من مرتزقة التاريخ في ذكرى 19 مارس وكأنها تقذف الأملاح في جروح لم تندمل بعد، أو كأنها تقول للنار لا تشتعلي، ليس بعيدا عن كل هذه التداعيات، خرجة أخرى من زوايا الشيوخ الحاكمة وفي زلة بركان يصف هذا المبجل استقلال الوطن الذي سقته دماء مليون ونصف من الشهداء أنه لم يكن سوى سخاء لمجرم حرب علينا، فوهبه كما تهب النعاج أثداءها لبني جلدتها، فهل هي الصدفة ؟أم هي المواجع ؟أم هي أضغاث أحلام المارقين.
ليعلم هؤلاء ومن خلفهم ومن تبعهم بمذلة إلى يوم الدين، أن قطرة دم واحدة سقت هذه الأرض أشرف منكم جميعا ..تبا لكم وتبا لأيادي لم تحرك ساكنا
نقيـق في ضبـاب الربيـع!
نور الدين لعراجي
21
مارس
2017
شوهد:690 مرة