النخبة... قوة اقتراح وصانعة التغيير

فنيدس بن بلة
18 مارس 2017

رافع المجاهد محمد الصالح حسناوي، صاحب كتب قيمة في التاريخ الوطني، للاستثمار في البحث من أجل إعطاء حركية للجزائر ومنحها مكانتها المستحقة في الخارطة الدولية الجيواستراتيجية المتغيرة.
قال حسناوي من منبر «ضيف الشعب»، أمس، إن الجزائر أحق بأن تتموقع في محيط اقتصادي أكثر تقدما أسوة بدول أخرى نامية وظفت طاقات وإمكانات احتلت بها موقع الزعامة والريادة إلى جانب دول متقدمة غربية.
ذكر حسناوي، أنه من غير المعقول عدم مواصلة مسعى الاستثمار في الموارد البشرية الكفأة ومنح النخب حق قدرها من العناية والرعاية للحفاظ على الموروث النضالي الوطني وتوظيفه في مسعى البناء والتطور.
وأعطى الكاتب أمثلة عن الهند التي ذهبت إلى الأبعد في الاستثمار في البحث العلمي والكفاءات، معتمدة على الذات في بلوغ العلى دون التوقف عن هدف محدد.
كما أعطى أمثلة عن كوريا الجنوبية التي حققت قفزات مذهلة في العالم المتقدم وصارت مضرب المثل والمرجعية.
والجزائر التي غيّرت ثورتها مجرى العلاقات الدولية وطرحت أفكارا ومبادئ في حقوق الإنسان وحرية الشعوب، منها حق تقرير المصير، مساهمة في تحرير غالبية الدول الإفريقية، عليها السير على هذا النهج وترجمة وصية الشهداء ورسالتهم في أرض الواقع.
وأعطى المتحدث أمثلة حية عن مشروع المجتمع الذي أرسى معالمه قادة الثورة ومفجرو شرارتها في بيان أول نوفمبر، منوها بعبقرية هؤلاء الذين وضعوا صورة دقيقة عن الجزائر التي ناضلوا من أجلها، نظم حكمها، تطلعاتها وعلاقاتها ومستقبلها. وهي جزائر حلموا بأن تكون قوية وفخورة برصيدها الثوري وقيم نضالاتها ورؤيتها الاستشرافية البعيدة.
هذه الجزائر التي استعادت سيادتها بعد معارك ونضالات، انخرط فيها العسكري والدبلوماسي والنخبة المثقفة، لابد أن تعتلي المراتب والصدارة بالبحث العلمي ومراكز التكوين والجامعات التي تخرج كفاءات لتولي إدارة شؤون الرعية وليس الركون للراحة وزيادة عدد البطالين والسقوط في اليأس والقنوط.
الحفاظ على الرصيد الثوري ومكاسب الحرية وإنجازات النضال، يكون بإعطاء العناية لأجيال العلم والتخصصات وإسناد لهم المهام دون ملاحقتهم بنظرات حارقة تحط من معنوياتهم وتعتبرهم قصّرا وإبقاءهم تحت التجربة والتربص الذي لا مخرج له. بل منحهم الثقة ومرافقتهم في مسعى استكمال البناء الوطني والتطور.
مثلما قاد شباب الأمس المشبعون بروح الوطنية والنضال معركة المصير وخاضوا معارك أبطلوا عبرها مفعول المشروع الاستيطاني الفرنسي وأعادوا الجزائر الموحدة الواحدة، بإمكان شباب اليوم مواصلة المشوار وضرب المثل في الوفاء والتضحية إذا منحت لهم الثقة وأشركوا في إدارة شؤون الرعية وصنع القرار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024