لم تكن الكتابة بالنسبة للمرأة وسيلة للتسلية أو ملء الفراغ الاجتماعي بقدر ماهي جسر للتواصل مع الآخر والتعبير عن المكنونات في حقل الإبداع والتعبير عن الذات المفقودة لا أكثر.. ولم يكن التمثيل والسينما والرسم والأدب إلا فضاءات متعددة لذات مبدعة واحدة، تحاول أن تصنع المرأة من خلالها مجدا لنفسها التائهة في ملكوت هذا العالم المليء بالمتناقضات على كل المستويات.
في هذا البعد الجمالي تحاول تاء التأنيث النأي بفسها عن مفاسد الزمن وضوضاء الحياة لتصنع من هذه البوتقة الخافت ضوءها مجدا أسطوريا، تواجه به هذه المتطلبات الكريمة ولا غرو في ذلك إن قلنا إن الأنثى هي نبع الحنان وهي مصدر كل الطاقات الإبداعية مهما اختلفنا حولها، فهل يستطيع الشاعر أن يستغني في قصائده عن وصفها ومدحها وهجائها وعشقها، وهل يملك الفنان التشكيلي صبرا عن تجسيد صور لها في المخيلة وتنطقها اللوحة في سرابين ألوانها الزاهية، وهل يمكن لمسرحية أن تكون بعيدة عن حضورها روحا وجسدا، وهل يستطيع الروائي أن يختزل مسافات المتن الروائي دون أن يعرج إلى فصل فيه الأنثى أخت وحبيبة ووالدة وجارة.
أسئلة كثيرة تطرح نفسها والإجابة عنها تحيلينا إلى ذكر هذه المواصفات جملة وتفصيلا دون نقصان، بل إن إضافة التوابل الجمالية من مميزات العمل الفني الإبداعي، فلا يمكن لأي كان أن ينكر وجودها برفقة الرجل وإلى جانبه كشريكة حياة هي إضافة فطرية لا يشوبها أدنى شك لذلك تحاول المرأة الفنانة والمبدعة أن تظل وفية لحريتها الإبداعية لا تنقص منها شيئا، المرأة التي تواكب الحضارة من مواقع مختلفة رفعت التحدي ونزعت عن ظهرها الخجل ودخلت معترك الحياة بقوة كبيرة، من منطلق الثقة في القدرات التي تملكها والطموحات التي يتسنى لها التعبير عن مكنوناتها.
لذلك تكمن العظمة الذكورية لما تكون المرأة وراءه كما تقول الحكمة القديمة، والعالم اليوم يشهد قفزة نوعية حققتها الأنثى في عدة مجالات، تاركة بصمة التحدي والثبات على خطى متينة مميزة ظلت لصيقة بها، جاعلة من الثامن مارس عيدها العالمي بامتياز.