الرقم الصعب

فتيحة. ك
05 مارس 2017

المرأة المعادلة الصعبة التي يجب حلها، لأنها الرقم السري لأي نجاح تحققه الدول والتجارب التي شاهدنا هنا وهناك خير دليل على ذلك. لكن يبقى أنها تحتاج إلى تشجيع بإدخالها في مختلف التوجهات السياسية الكبرى للدولة الجزائرية، التي تعول عليها لتكون الساعد الذي يبني الاقتصاد الوطني واليد التي تربّي الأجيال القادمة.
تواجد المرأة في مختلف القطاعات، دليل على إشراكها في صناعة السياسة الوطنية التي أصبحت تمثل ثلث القوائم الانتخابية في المواعيد الحاسمة. كل ذلك بسبب القرارات الحاسمة التي مكنت المرأة من الارتقاء من مجرد متلقي إلى شريك حقيقي في القطاع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي للدولة، لتكون بذلك جنبا إلى جنب مع الرجل الذي تَعَوَّد ولوجها عالم السياسة والمشاركة في صناعة القرار.
البرنامج الذي سطرته الدولة للمرأة الريفية، جعل من المستحيل ممكنا، لأنها السيدة التي بقيت في المناطق النائية تكافح من أجل بقائها وإن كانت مغيبة في كل شيء، بل كانت في سنوات ماضية مجرد ملكية تنتقل من الأب إلى الزوج وفي بعض الأحيان إلى الأخ. هي اليوم تجاوز النظرة القاصرة وأصبحت منتجة دون أن تبرح مكانها، واستطاعت في ظرف زمني قصير تفعيل مخطط التنمية الريفية وجسدته على أرض الواقع.
استرجاع المكانة الحقيقية لهذه السيدة، مرتبط بفتح الأفاق أمامها وجعلها في صدارة التنمية الريفية، بل وركيزتها الأولى. فرغم العشرية السوداء بقيت المرأة الريفية تناضل من أجل تواجد قوي وفعّال على الخارطة السياسية للبلاد.
وأكدت وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، أن المرأة الريفية هي حاضنة الجزائر التي ترعاها وتحميها من أي سوء، كانت ولا تزال جوهر التنمية الفلاحية والمعول عليها في تحويل الاقتصاد الوطني من الإتكال على الثروة النفطية إلى إنتاج فلاحي قوي. ولدعمها سطرت الوزارة استراتيجية وطنية، بالتنسيق مع الجمعيات والوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية ووكالة القرض المصغر، بغية مساعدة النساء الريفيات على الحفاظ على المهن والمشاركة في التنمية المحلية.
هذه المرأة التي تسكن عقولنا في صورة المرأة الضعيفة، مسلوبة الإرادة أمام المجتمع، انتفضت وأثبتت أنها عكسها تماما، لأنها اليوم لا تكتفي بدور الأم والزوجة فقط، بل هي سيدة أعمال بما يتناسب والمحيط الذي تعيش فيه، هي تسير المزارع وتربي المواشي وتدير مصانع وتصنع أناملها تحفا فنية تعكس ثقافتنا وموروثنا الحضاري الذي يختزل صفحات تاريخ منذ العهد الحجري في قطعة قماش أو آنية فخارية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024