تقـــــــدير واعـــــــــتراف

فنيدس بن بلة
01 مارس 2017

بعيدا عن التهويل السياسي والجدل المستمر في كواليس المشهد الانتخابي والمعارك الخفية للاستحواذ على أولى قوائم الترشح، يستمر الجيش الوطني الشعبي، مدعما بالأسلاك الامنية، في معركته المصيرية للقضاء على بقايا الإرهاب.
تعتمد مفارز الجيش في المهمة النبيلة لتطهير الجزائر من آفة الجريمة وإجهاض المشروع التغريبي التكفيري وإيديولوجيات التطرف وسد فجوات التسامح والتعايش، على خطة عمل ورؤية استشرافية اكتسبها خلال عشرية الدم والدمع، مراهنا على سند شعبي قرر الانخراط في المسار إلى أبعد الحدود، رافضا الاستسلام لليأس، مكسرا التردد والخوف متسلحا بإيمان الأسلاف وقسمهم التضحية في سبيل الوطن.
في هذا الجو المشحون بالإرادة والعزيمة، يخوض الجيش معارك على كل الجبهات، ملاحقا ما تبقى من عصابات الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والأوطان، معلنا عن النتائج في تقارير يومية تُظهِر للملإ ما حققته المؤسسة العسكرية من احترافية وما كسبته من رهان جيو استراتيجي عبر برنامج تكويني خرّج أكفأ النخب وأكثرها دراية ومعارف في إدارة المعارك والتخطيط لها ومواجهتها قبل فوات الأوان.
هذه الرؤية الاستشرافية شكلت الحصانة والمناعة للجيش وزادته تبصرا في دك أوكار الجريمة وإفشال محاولات التسلل عبر حدودنا الجنوبية، الشرقية والغربية. وهي محاولات شجعتها حالة النزاعات والاضطرابات بدول الجوار الواقع على ستار ناري متوهج، تسعى بلادنا فعل ما في المقدرة من أجل إطفاء شرارة التهابه بتشجيعها للحوار وفتح قنوات التواصل والاتصال بين الإخوة الأعداء وصولا إلى مقاربة سياسية تحقق التوافق والتصالح، مثلما جرى مع مالي، في انتظار ليبيا السائرة في طريق تضميد الجرح والتهدئة بعيدا عن التدخل الأجنبي ووصفاته.
أعطى جيشنا وهو يواصل مهام تطهير كل التراب الوطني من فلول الإرهاب، دروسا يومية، كاشفا عن استراتيجية باتت مرجعية لدول كانت تحرّض على الفتنة في الجزائر مبيضة وجه الإرهاب محاولة إضفاء عليه طابع الشرعية بالترويج للقاعدة السلبية «من يقتل من؟» ثم استبدالها لاحقا بـ «من يتصالح مع من؟».
إنها حملات مسعورة عشنا حرقتها وتذوقنا مرارتها وهي تروج من قبل بلا توقف عبر فضائيات الأشقاء والأصدقاء لسنوات... تتحدث ببرودة دم «عن إرهاب من صنع جزائري»، غير عابئة بتحذيرات الجزائر وتنبيهاتها بأن عصابات الجريمة المنظمة لا لون، لا وطن ولا دين لها وبأن ما تعرفه بلادنا، التي تعرضت لحصار غير معلن من جماعة شنغن، هو بداية لسيناريو يمتد لهبه الجنوني إلى باقي المعمورة ولم يستثن حتى الدول المدعية أنها في مأمن وأمان.
حدث هذا في الميدان وأظهر حقيقة صمود الجزائر ووقوفها على رجليها، تواجه الإرهاب وتنتصر عليه اعتمادا على استقلالية قرار وسلامة خيار استراتيجي يمثل الجيش قوته المفصلية. والانتصارات المسجلة في الميدان التي يكشف عنها في تقارير يومية تعطي للمعلومة الأمنية حق قدرها من القيمة والاعتبار وتسد فجوات الإشاعة والدعاية، المثال الحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024