مغاوير الشهادة

نور الدين لعراجي
21 فيفري 2017

«إذا وجدت هاتفي مغلقا لا تقلقي وإن حدث لي مكروه كوني قوية من بعدي « .. بهذه الكلمات الثقيلة، ودّع أحد أبناء الجزائر العميقة عائلته في رسالة نصية إلى أخته، دقائق قليلة قبل التحاقه برفاقه من بواسل جيشنا المفدى إلى جبال البويرة لتطهير المنطقة من المرتزقة والدواعش الإرهابيين.
الشهيد البطل تسلح بإرادة الله التي لا تشوبها شائبة ..مقدما لأخته درسا في الشجاعة والصبر، وهو يوصيها بنفسها خيرا لتكون من بعده سليلة لجميلات الجزائر ولحرائرها اللواتي لم يبدلن، ولم يكن الخوف يوما ما ضالتهن، فقد كان يدرك أن التمويه والحذر، هما سر نجاح الجندي وثباته أمام الضلامية الإجرامية، التي تترصده في الليالي الحالكات، مدركا أن المواعيد ستتجدد من جديد إذا أرادت قدرة الله لها وصالا، وإن كان العكس فالخير فيما اختاره الله، لذلك كانت وصيته من هذا المنطلق ويقين إيمانه متجها نحو الشهادة في سبيل الله والوطن، لأنها أنبل الرسائل وأشرفها،ومضغة الأمانة التي يدافع عنها.
الرسالة التي تم تداولها عبر العالم الافتراضي وإن كانت قد حققت أكبر نسبة من المتابعة فإنها بحق تستحق وقفة للحديث والتذكير، بما يختلج في صدور أولئك الأشاوس الذين يذودون عن حمى الوطن، في السراء والضراء، المغاوير من أبنائنا وإخوتنا وفلذات أكبادنا، الذين نحتسبهم عند الله شهداء، مازالوا أوفياء للقسم الذي عاهدوا عليه الله والوطن وما بدلوا تبديلا وهم على خطوط النار .
سيظل هذا العسكري الشهيد وكل قوافل الشهداء من أبناء الوطن المفدى الحماة المغاوير تاجا على رؤوسنا جميعا، لم يبدلوا ولم يتوانوا في الدفاع عن الجزائر ورسالة شهدائها.. أوفياء وملزمين بتنفيذ تعاليم المؤسسته التي انخرطوا في صفوفها .. وهو شرف الرجال الذين يحملون لواء هذه المهنة النبيلة...في أحلك الظروف، والمهمات .
سيكبر الوطن في أماسينا وليالينا ..سيكبر الوطن بالشهداء والخيرين .. سيكبر الوطن حلما في الأماني والأغاني .. سيكبر قمح سنابلنا بدماء الشهداء.. طوبى لهم الجنة.. ولكم مزبلة التاريخ ولعنة الدينا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024