سميـــرة .. الإعـلام في محاربـة الإرهـاب

فنيــدس بــن بلــة
14 فيفري 2017

حالة من التأثر البالغ عبر عنها صحفيو العناوين الجزائرية المختلفة، اتفقوا على نقطة واحدة موقف واحد الاستنكار الكبير للاعتداء الإرهابي الذي استهدف الزميلة سميرة مواقي المعروفة بشجاعتها في تغطية الأحداث الساخنة غير عابئة بالخطورة مكسرة الحواجز والممنوعات غايتها إعلاء صوت المهنة فوق كل الحسابات ورفع قيمتها.
الوقفة الإعلامية التضامنية التي عبر عنها أصحاب مهنة المتاعب صارخين بملء الفم لوقف الهمجية التي تتمادى في الاعتداء على أقدس حق إنساني على الإطلاق حرية التعبير والصحافة قائلين إنها أبعد من أن تغطي على الكلمة الصادقة والتعبير الساعي لإيصال الحقيقة المغيبة من القوى الظلامية التي تروّج لمشروع اغتراب وفكر تكفيري لا يعترف بالآخر، يرفض التسامح ولا يتردد في اغتيال العقل والرأي المعاكس.
الوقفة الإعلامية التي عبر عنها أكثر من صحفي، عبر مواقع التواصل هي إنذار لهؤلاء الذين اتخذوا من الاغتيالات حرفة لهم يتلذذون بسفك الدماء متجاوزين الأعراف والقوانين والأديان السماوية منها الإسلام الذي ينهى عن قتل النفس البريئة بغير حق ويدعو للتسامح والمجادلة بالتي هي أحسن بعيدا عن الغلو والتطرف.
الصورة التضامنية هي المشهد المروّج بلا توقف مناصرة لسميرة ومؤازرة لها، هي هبة إعلامية جزائرية أخرى وتجربة تتكرر عاشها الإعلاميون بالجزائر سنوات الجمر والدمع والجنون الإرهابي، تحدوا بأقلامهم وأفكارهم الرعب جاعلين من التراجيديا قوة انطلاق نحو الدفاع عن مهنة المتاعب، ملتزمين بما أقسموا عليه جهرا وعلانية برفع الصحافة إلى الأعلى وعدم الاستسلام لعصابات تغتال بوحشية وما اتحدوا حوله وأجمعوا عليه هو أنهم أبعد ما يكونون عن الاستسلام للخوف والبقاء أسرى لفوبيا الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والأوطان.
في هذا الجو المشحون بالإرادة، عاشت الصحفية سميرة وتغذت، كتبت وعبرت عن الضمير الجمعي الإعلامي المقاوم إلى حد النخاع. واصلت بأقصى درجات الشجاعة والصمود متخذة من التجربة والممارسة بالجزائر مرجعية في المهمة الصعبة مغطية الأحداث بدول عربية واقعة تحت اهتزازات ارتدادية نفذت وفق أجندات محسومة محسوبة.
بنفس العزيمة والحرارة والقلب النابض كررت سميرة المشهد بالعراق رغبة منها في معايشة الهبة الشعبية في معركة تحرير الموصل وتطهير ما تبقى من أرض العراق من قبضة عصابات الإجرام الداعشية.
حبها للمهنة، تطلعها بشغف لمعايشة ما يجري من معركة مصيرية في بسط السيادة العراقية على كافة المحافظات، جعلها لا تبالي بالأخطار الأمنية ولا تتخلى قيد أنملة على مواصلة نقل الأحداث من موقعها ومصدرها بعيدا عن الصورة النمطية المشوهة حتى أصيبت على يد مجرمي داعش الذين يخطئون إن اعتقدوا بأن هذا الاعتداء على سميرة  يغطي ما اقترفوه من قبل وبعد بدم بارد من جرائم تجاوزت حدود المنطق والمعقول وداست على كل الخطوط الحمراء.
سميرة هي إحدى الصور الناصعة في المشهد المتغير والواجهة المتميزة في المعركة ضد الإرهاب التي يمثل الإعلام وجهها الآخر وقوتها الضاربة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024