الصورة النمطية

06 فيفري 2017

الإستعجالات بالمستشفيات تعدّ المدخل لتلقي الإسعافات الأولية، التي توجه المريض إلى مصالح أخرى للتكفل به من خلال عرضه على التحاليل أو الصور بالأشعة لقياس درجة الحالة التي يوجد عليها كل من يطلب مثل هذه الخدمات الطبية في حينها.
والصورة النطمية المخزّنة في الذاكرة الجماعية هي أن هذه الفضاءات الصحية منفردة أكثر مما هي مفتوحة بالشكل الذي يريده هؤلاء، لكنها تعتبر ممرا إجباريا على كل من يصاب بوعكة نظرا لعدّة اعتبارات.
هذه الأحكام المسبقة والخلفيات راسخة في أذهان الناس، ومهما كانت التحسينات والأداءات فإن محوها يحتاج إلى استراتيجية تتوجه إلى الأعماق في معالجة كل ما يتعلّق بالسلبيات والأمر ليس سهلا.
وقد تسعى الجهات المسؤولة على هذا القطاع بالاهتداء إلى العديد من الصيغ لعلّ وعسى تعيد الاعتبار لهذه الهياكل وهذا ما حصل بالفعل في غضون السنوات الماضية، بواسطة إسداء تعليمات صارمة إلى العاملين من أطباء وممرضين وغيرهم، غير أن هذا لا يكفي.
ولم تكن القضية تتعلّق بالجانب المادي، أي توفير الأجهزة، العتاد والوسائل الأخرى، بقدر ما كان الأمر يراهن على المورد البشري، وتنظيم طريقة عمله، لأن هذه الهياكل معقدة التسيير، وصعبة المرافقة خاصة ليلا.. التي تتطلّب المداومة، وهذا حديث آخر، الكثير من الأطباء وما تبعهم يجدون صعوبة في ضمان ليلة كاملة من العمل وفي كثير من الأحيان يخلدون إلى النوم، وإن نودي عليهم يستشطون غضبا على مساعدهم ولا يتحدّثون مع أحد من قاصدي المستشفى.. هذه حقائق لا غبار عليها، ولا نزايد على أحد من هؤلاء.
الأجدر أن تكون نظرة جديدة في إدارة مصالح الإستعجالات الطبية بالمستشفيات وفي مرافق صحية أخرى تكفل هذا النشاط الصحي الدائم، المبني على ضمان ديمومة الخدمة العمومية، في شكل راق ومقبول يشجع الإقبال على العلاج، حتى لا نقع في ما يسمى بالأزمة الهيكلية التي يستحيل العثور على حل لها، أو تسويتها، كونها ضربت أسس هذه المنظومة منذ أمد طويل يصعب اليوم ترميم ذلك بل يتطلّب وقتا طويلا والجهات المعينة تعمل في هذا الاتجاه حتى تتجاوز الأمر كواقع مفروض للأسف على المواطن.
وأي مسعى لا يراعي التحكم في المورد البشري مآله مجهول حتى لا نقول عبارة عن مغامرة ونقصد بذلك تفكير في طريقة عمل مخالفة عن تلك التقليدية التي تجاوزها الزمن.
في هذا الملف الذي أمامنا نحاول تناول واقع الاستعجالات بالمستشفيات، بناء على معاينات ميدانية لمراسلينا الذين انتقلوا إلى عين المكان لموافتنا بكل ما هو إيجابي أو سلبي حتى تقيّم الجهات المسؤولة مدى سريان هذا النشاط الخدماتي في الميدان، وتقديراتها فيما يتعلّق بدرجة الأداء لاتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة التدابير اللائقة، في هذا المقام وهذه المراجعة الدورية ضرورية في السياسات المطبّقة، والبرامج المتبعة قصد تصحيح ما يستدعي الأمر تصحيحه أو تدعيم ما تقتضيه المتطلبات في هذا القطاع، للتحكم أكثر في حلقات العلاج.
وعلينا أن نتحلى بهذه الثقافة في حوليات تسيير أحوالنا، خاصة في مجالات لها صلة مباشرة ووثيقة بالمواطن من أجل توفير بيئة صحية تليق به، تحبب له الذهاب إلى هذه المصالح بدون أي تردّد أو حتى خوف بدءا بالاستقبال إلى غاية الشروع في العلاج، وهذا انشغال المواطن والجهات المعنية كذلك في تحقيق هذا الهدف.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024