لاشك أن أول كلمةأنزلت على خير خلق الله هي «اقرأ»، مشكّلة من حروف أربعة وهي الأطراف الأربعة التي بها تقوم قائمة الإنسان امتثالا لقوله: {وخلقناه في أحسن تقويم}، ثم للتزود بالقراءة، والقراءة هنا هي تقوى الله من حيث الموضع الاول، وفي الموضع الثاني هي الزاد والتقوى اللذين تقوم بهما دعائم التواصل والدراية والعلم والمعرفة، والذي لولاه لما عرف الانسان أبسط الأشياء بل جهلها كما يجهل الكفيف حقيقة النور.
القراءة هي عماد المعرفة، نكتشف من خلالها حقيقة الاشياء وسر الوجود، بفضلها نتمكن من تغذية الذات روحيا عبر المعارف والأفكار والمعلومات وكل ما يتعلق بالجديد من الاكتشافات وغيرها، لذلك الامم التي تعترف بحقيقة وجودها سارعت إلى الركب وامتطت صهوة القراءة وعجلت بصناعة مجدها وعزّها لم تتهاون قيد أنملة بل أتاحت لنفسها منافسة الأمم الأخرى عن طريق العلوم والمعارف، وهي بذلك تسابق الزمن، تاركة الركب خلفها ينعي جثامينه المحنطة الجهل والأمية
الجزائر وهي تمتطي ركب الحضارة قلّصت من نسبة الأمية في السنوات الاخيرة، وأنشأت المكتبات ودور الثقافة والمكتبات العمومية والبلدية، وزوّدتها بأمّهات الكتب في شتى المجالات والاختصاصات، كما اختارت فاصلا آخر لخوض البحث في المعارف واقتحامها لفضاء الكتاب وصناعة المعرفة، والتوغل في كينونتها من خلال الاهتمام بالناشئة وتحفيزهم على المطالعة وتمكينهم من القراءة بشكل أوسع والانفتاح على العوالم الأخرى سواء أكانت الافتراضية وغيرها.
كما يمكن في ظل هذا التحفيزات ان تبادر الجهات المسؤولة على تخصيص حصص خاصة للقراءة، وإلزام الأطفال في المراحل الأولى من الاعدادي على تناول الملخّصات من خلال المطالعة، فلا شك أنّنا سنصل إلى تكوين جيل يحمل بذور الخير يتحدّث بالعلم والمعرفة.