الجزائر المحروسة تتجدد

فنيدس بن بلة
25 جانفي 2017

قدم عبد القادر زوخ أمس من “منتدى الشعب”، صورة دقيقة عن المخطط التوجيهي للعاصمة الذي يحظى بالعناية الكبرى من قبل السلطات المراهنين عليه في تغيير وجهة الجزائر المحروسة واعطائها مكانة تستحقها مثلما تغنى بها الشعراء وتناولها الكتاب في مؤلفات خالدة لا تنسى.
وذكر زوخ الذي بدى متاثرا للغاية من المخطط الذي وافق عليه مجلس الوزراء واعتبره رئيس الجمهورية خيارا  عمرانيا طالما انتظر، بالورشات المفتوحة ليس فقط في القضاء على الصور السلبية النافرة ممثلة في الاكواخ التي غزت كل شيء والنقط السوداء بل اقامة واجهات ترفيهية وتثقيفية وسياحية لعاصمة تختنق وتكتظ بحركة المرور طوال النهار. وهي فضاءات تمثلها تهيئة المساحات الخضراء والمرافق المتنفس الوحيد لسكان اكوزيوم كما كانت تسمى وزائريها.
وكانت الصابلات مكسب وجد استحسان العائلات الهاربة من ضغط المدينة وضوضائها وهمومها وتراكمات مشاكلها اليومية. الزائر الى الصابلات يقف على حقيقة واحدة ويجد الجواب الكافي الشافي عن سبب التهافت على هذه الوجهة التي تعد بر النجاة من تعقيدات عمران وفوضى معمارية صارت الوجه العبوس لعاصمة تسابق الزمن من اعتلاء العرش المتوسطي منافسة كبريات المدن والتجمعات السكانية.
ويعد المخطط التوجيهي المجسد بخطى ثابتة لا تقبل الخلل محطة مفصلية في هذه الحركية الجديدة الممتدة الى افق 2035. وهي حركية رافع والي العاصمة بلا توقف من اجل انجاحها مهما كانت العراقيل والحواجزا مطالبا السكان الانخراط فيها وتجاوز الذهنية السلبية والقاعدة “ تخطي رأسي او “انا غير معني بالمهمة”.
وتكمن عناية القاطنين بالحفاظ على الطابع العمراني الجميل للمدينة وعدم تشويه منظرها السحري ووجهها العمراني البراق خاصة وان ورشات تعمل في الميدان لبلوغ هذا المقصد وهي تعول على المواطن في هذا المسعى وتراه شريكا اساسيا في المعادلة الحضرية.
ويعزز هذا المسعى ما اتخذ من تدابير لتنظيم حركة المرور التي باتت بسيكوزا تؤرق سكان العاصمة وقاصديها من سياح وزوار لم يعد يتحملون المزيد. وبعد المخطط التنظيمي للنقل واللقاءات المارطونية مع النقابات وحملات التحسيس باستعمال النقل الجماعي، جاءت الشركة المختلطة الجزائرية الاسبانية لتولية المهمة التي تعد الحلم الكبير والأمل المنتظر من الجميع.
لقد نبه خبراء من منتدى الشعب سابقا من خطر الاكتظاظ المروري على الصحة والشغل وكشفوا بالارقام الخسائر الكبيرة التي يسبب فيها يوميا دون نسيان امراض الضيقة والضغط الشرياني صارخين بملء الفم بوجوب التكفل العاجل بهذا المشكل المعقد المركب.وليست هذه صرخة استغاثة وحيدة لمواطنين ابدى غيرة على العيش في عاصمة يريدنها ان تكون جميلة ساحرة بمعالمها فاتنة بعمرانها مثلما عشقها شعراء ودونوها في قصائد تحرك المشاعر وتهز العواطف قائلين عنها :
البهجة مدينة الجزائر      التايهة على البلدان
بيضاء أم الهلال الناير      جميلة القصور والبنيان
فيها القطب الرباني         سيدي عبد الرحمن

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024