تدرج الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الإنتخابات ضمن المكاسب السياسية في الجزائر التي ستعزز مسار أداء المؤسسات الواردة في الدستور الجديد انطلاقا من المهام الاستثنائية المخولة لها في مثل هذه المواعيد لتحل محل الإدارة.
وهذا المطلب لطالما كان انشغالا قائما من لدن الشركاء من أحزاب خاصة في إقامة آلية تكون بعيدة كل البعد عما كان معمولا به في السابق من إشراف كامل لمؤسسات أخرى ما فتئ هؤلاء يصدرون أوصافا قاسية ضدها وهذا بعد انتهاء كل استحقاق.
اليوم، تغيرت قواعد العمل السياسي، وهذا بالذهاب إلى الخيارات الأكثر فعالية في الأداء، والأكثر قبولا لدى الكيانات الحزبية لتجاوز كل تلك الشعارات التي رفعتها في الماضي.
وهذا يعني صراحة بأن الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات هي الضامن المؤهل لحماية أصوات الناخبين والحفاظ على إرادة التـشكيلات من أي طاريء.
والحرص على إرساء ذلك التواصل المباشر مع كل الفاعلين فيما يتعلق بأي مسائل قد تبدو وضعيتها غير طبيعية بالنسبة للمشاركين في العملية الانتخابية.
وعليه، فإن قوة هذه الهيئة في النصوص المسيرة لها التي ستكون قواسم مشتركة بين الجميع والإلتزام بما يعني أننا في الطريق الصحيح، والتوجه السليم الذي يترجم قدرة الجزائريين الفائقة في إنجاح أي محطة انتخابية مهما كانت طبيعتها محلية، تشريعية ورئاسية.
ولابد من الأحزاب أن تكون في مستوى هذا الحدث وهذا من خلال إبداء نوايا المساعدة والتعاون في قضايا تعني الجانبين وهي معروفة في التجارب الإنتخابية التي مرت علينا خاصة عند الشروع في التصويت إلى غاية إعلان النتائج.
لذلك فإن مهمة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الإنتخابات ليست تقنية محضة تهتم بالأمور اللوجيستيكية مع جهات أخرى بل لها ذلك الحضور في بعده السياسي الذي يبعث برسائل واضحة المعالم للأطراف الأخرى ونقصد الأحزاب أن لكل ذي حق حقه ولا يأخذون إلا ما أعطاهم الصندوق.. لا أكثر ولا أقل.
والدلالات السياسية للهيئة العليا تكمن في هذا التوجه أي أنها الضامن على مرافقة الأحزاب المشاركة بكل ما خول لها القانون العضوي ومما يزيد في قوتها الـ٤١٠ عضو من قضاة وكفاءات وفي مقابل ذلك تم التخلي عن الصفات الأخرى في الهيئة، على أن لا يكون الشخص منتخبا وغير منخرط في حزب سياسي ولا يشغل وظيفة سامية في الدولة وهذا وحده كفيل بأن يستشف الملاحظـون الغرض من كل هذا ألا وهو الحياد والنزاهة والشفافية من هنا فإن كل حزب أو مترشح يعرف وزنه الحقيقي ومدى قدرته على مواجهة الميدان فقط.