يظل المسرح العربي ملتقى للثقافات والأفكار المختلفة من خلال النصوص المحلية والمترجمة من أعمال مسرحية وروايات إلى عروض شيقة تفتح شهية التلقي والمشاهدة ، وبحكم التجارب العربية التي رسمت المشهد الفني لأبي الفنون فان هذه الروافد كانت ولازالت تحمل الإضافات العديدة ليكون التجاوز والإبداع عنوانا العمل الجيد والمتميز ، النص المسرحي يجد نفسه في عملية بناء دائم ومستمر، ليس من التجربة في حد ذاتها ، ولكن من خلال الاحتكاك بالتجارب الأخرى ، والولوج إلى عوالم الخشبة في ظل ما تعرفه العلوم الفنية من طفرات في عملية البناء ذاتها .
لاشك أن الإنزال العربي الذي تعرفه الجزائر وخاصة الباهية وهران ومستغانم على مدار العشرة أيام من التواصل سيمنح فضاءات للنقاش وتبادل الأفكار ، امام اعين الخبراء والاساتذه والرواد الذين يكونون الأعين التي تسلط أدوات النقد والحكمة على الأعمال والعروض التي تستحق فعلا التنويه والتشجيع ويجب أن تحمل المواصفات الفنية والجمالية .
صحيح أن هناك العديد من التجارب المحلية التي صنعت الفارق واستطاعت الخوض في ترويض نصوص عالمية، ليس من السهل بمكان أن تحتل صدارة الترتيب، في مسابقات عربية ودولية، نتيجة الميكانيزمات التي أدخلت على العروض المسرحية ، فتجربة المسارح الجهوية كباتنة وبلعباس ومستغانم وبجاية وغيرها ، هي في الحقيقة لمسات تحمل عبق الصنعة الجمالية، أصحابها تلقوا تكوينا خارج الوطن واستطاعوا أن يثبتوا تلك الملامح على الخشبة المحلية بأداء اقل ما يقال عليه انه أداء محترف بسواعد هواة ، أثبتت جدارتها في التمثيل والاشتغال على المتن المسرحي الملحمي او الدرامي منه .