حاملو «الشعارات» المغرضة

جمال أوكيلي
02 جانفي 2017

الجزائريون يدركون إدراكا جيدا أن نعمة الاستقرار الذي يتمتعون به اليوم لا يفرطون فيه أبدا، مهما كانت الظروف، وسيقفون بالمرصاد لكل المحاولات الخفية التي تريد إلحاق الضرر بهذا البلد والمساس بأمنه وهدوئه الذي أنجز بفضل عقلاء هذا الوطن لمنع عودة الفوضى.
نقول هذا الكلام ليس للتضخيم، بقدر ما نحذر وننبّه كل من يختفي وراء زيادة الأسعار من أجل جرّ البلد إلى وضع لا نريده، بعد فشل كل محاولاتهم اليائسة منذ سنوات خلت، عندما كانوا يضعون قبعة المناضين على رؤوسهم وينزلون كل يوم السبت إلى ساحة أول ماي لاستمالة الناس إلى طروحاتهم، لكن وجدوا أنفسهم وحيدين لا سند شعبي لهم وفهموا تلك الرسالة فهما قويا، فمنهم من ترك السياسة ومنهم من غادر إلى الضفة الأخرى.
هؤلاء عادوا، هذا الأسبوع، باسم الضرائب والأسعار، لاستعراض عضلاتهم. ونستغرب أشد الاستغراب عندما يقول بعضهم، إن الحركة هي استجابة لدعوات «الفايسبوك»! هل هذا الكلام معقول ومقبول؟، هل نحن أغبياء وسذّج حتى نصدق ما يقوله هؤلاء بكل هذه السهولة؟ ليس الأمر هكذا!؟ فلماذا إذاً يلجأ البعض إلى استعمال العنف ضد الأملاك العمومية؟ إن كانت نواياهم صادقة في مثل هذه المطالب؟
في المنطق السياسي، لا يمكن التعامل مع الأشباح، والتستّر وراء «الفايسبوك» مجرد تغطية لأناس اعتادوا على مثل هذه الأفعال المضرة أو المخلة بالنظام العام يعاقب عليها القانون أشد العقوبات ولا تسامح مع كل من يريد التشويش على الحياة العادية للجزائريين... اليوم، التجار وغدا من؟
لابد من التأكيد هنا، أن هذا الإضراب فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه الخطيرة على استقرار البلد ولم يتبعه أحد، إلا من هم واقفون وراءه، تفاجأوا لانهياره وسقوطه سقوطا حرا في المدن الجزائرية الأخرى ولا تجد تلك القنوات الفضائية الحقودة على الجزائر ما تقوله، عدا الانغماس في الكذب والمغالطات وتشويه الحقائق مثلما هي معروفة في خطها المتبع.
لابد من التأكيد هنا، أن الحديث عن الإضراب لا يوجد في خطابات ممثلي التجار والحرفيين حاليا. ما يشيرون إليه يتعلق بآراء مختلفة عن واقع الأسعار، يجب أن ننتبه إلى هذا التلاعب في المصطلحات. من دعا إلى هذا العمل يتحمل مسؤوليته في أي حادث، لا قدر الله.
هناك آليات تعامل حضارية ما بين السلطات العمومية والمنظمات الممثلة لفئات التجار والحرفيين، يكون دائما عبر الحوار والتشاور ضمن أطر نظامية شفافة وواضحة لا غبار عليها، يمكن مناقشة أي موضوع وهذا ليس ضعفا أو عيبا، إنما موقف وطني ينبع من حب الخير لهذا البلد ولأهله.
والذين يعتقدون أن الجزائريين لقمة سائغة سهلة المنال، فهم على خطإ ولا يعرفون هذا الشعب، الذي خرج منتصرا من حقبة الإرهاب ولن يتكرر ذلك بفضل الوئام والمصالحة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024