ما تنشره المواقع الإلكترونية المغربية من إدعاءات عن الجزائر، مجرد افتراءات لاأساس لها من الصحة تندرج في إطار الإساءة لهذا البلد ومحاولة تشويه سمعته المحترمة لدى الأفارقة.. وإلحاق الضرر بمواقفه المبدئية المبنية على التضامن مع كل شعوب القارة.
لذلك، فإن عملية نقل الأفارقة إلى بلدانهم لم تشبها حوادث تذكر كما يدعي البعض من هذه الأقلام المأجورة ولم تسجل حالة غير عادية بل أن كل شيء تم في ظروف جيدة بشهادة المعنيين أنفسهم نزولا عند طلب بلدانهم.
ونأسف اليوم أو بالأحرى ندين بشدة تلك المزايدات الواردة في هذه الركائز التي تمادت في المتاجرة بملف إنساني لأغراض سياسوية بحتة لها علاقة مباشرة بالمساعي الفاشلة قصد دخول الاتحاد الإفريقي، بتحضير الأرضية لذلك..لقمة جانفي.
إن كان المغرب يتباهى ويهلل لتسوية وضعية الأفارقة عنده فهذه مشكتله لاتعدو أن تكون مؤقتة ومحسوبة في الزمن ستتوقف لامحالة اليوم أو غدا لأن إمكانياته المادية لا تسمح له بإضافة أعباء عليه يعجز عن التكفل بها عاجلا أو آجلا وسيجد مبررا إداريا في غضون الأيام القادمة للتهرب مما أقدم عليه وعليه فإن مثل هذه الشعارات الخاورية المرفوعة في الوقت الراهن تستدعي اليقظة والحذر. لماذا؟ لأن هذه الإجراءات تجري خفية ولا نعرف محتواها وخاصة شروط التسوية هل هي دائمة أومؤقتة وغيرها من التساؤلات التي لا تنتهي لأن ما يتبادر إلى الذهن هو أن المغرب بصدد إحصاء الأفارقة الذين دخلوا أراضيه وليس تسوية وضعيتهم الإدارية، فحتى الآن لم تسلم أي وثيقة رسمية لهؤلاء هذا مايجعلنا نقول بأن خبايا وخلفيات هذا العمل ليس بريئا.
ونشير هنا إلى أن المغرب يريد التسويق لصورة غير حقيقية عن نفسه عشية قمة الاتحاد الإفريقي بخصوص طلب انضمامه ليظهر بمظهر الطرف الوديع الذي يتألم لمايحدث في هذه القارة، وامتدادا لهذا التحايل أمسك بمسألة إنسانية، لعل وعسى يلقى بذلك التعاطف من قبل البعض فمتى اهتم هذا البلد بشؤون الأفارقة منذ 1984 تاريخ انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية ووصفه للاجتماع بال» تام، تام» كإهانة لزعاء القارة آنذاك.
ومنذ ذلك التاريخ والمغرب خارج هذا الإطار السياسي في إفريقيا حتى عند التأسيس للاتحاد في دوربان بجنوب إفريقيا كان غائبا فلماذا يريد الانضمام اليوم؟ مقابل تكسير هذا الإجماع الإفريقي في العديد من القضايا الحساسة التي جاء بها الاتحاد الإفريقي منها الحديث بصوت واحد في الملفات الشائكة داخليا وخارجيا.
زيادة على سعيه لضرب عضوية الجمهورية الصحراوية والتواطؤ لمحاولة طردها والضغط عليها وفي هذا الشأن فإن السيناريو الذي أعدّه البعض في « مالابو لن يتكرر أبدا والحضور في القمة القادمة شعاره «الحذر واليقظة» ولن يترك أي هامش للعفوية أومجال للتلاعب، النصوص واضحة في هذا الشأن كل من يرغب في الانضمام ماعليه إلا احترام مايطلب منه ولن يكون ذلك مشروطا أي مقابل طرد الوفد الصحراوي فالذين يدافعون عن عودة هذا البلد عليهم الالتزام الحرفي بالمواثيق التي تسمح لأي جهة بالانضمام دون مطالبة بإلغاء عضوية آخر.
كل هذا المشهد السياسوي الذي ركبه المغرب حول الأفارقة على أراضيه أراده ورقة ضغط للموعد الإفريقي القادم.. لاأكثر ولاأقل..سينهار لأنه مفبرك وغير مبني عن إيمان وقناعة.