مكاسب الصحراء الغربية في تزايد

الرباط في إحباط بعد ضربات تلقتها من باريس وإفريقيا

حكيم بوغرارة
19 ديسمبر 2016

وجد المغرب نفسه في ورطة كبيرة بعد الفضائح الدبلوماسية التي سقط فيها والتي تؤكد تخبطه في قضية الصحراء الغربية، التي تشير كل المعطيات إلى قرب إقرار حق تقرير المصير، خاصة بعد بروز تحولات دولية تصب في خانة تصفية آخر مستعمرة في إفريقيا.
تؤكد السقطات الدبلوماسية المغربية، اعتمادها على مستشارين مزيّفين ينهبون من أموال التنمية الموجهة للشعب المغربي الذي يزداد سخطه يوما بعد آخر على نظام المخزن، حيث يبيع هؤلاء المستشارون الوهم لنظام المخزن الذي يؤمن بأكاذيبهم، من خلال منح الإشهار لبعض وسائل الإعلام التابعة للوبي الصهيوني، مقابل تغطية نشاطات الملك محمد السادس في إفريقيا والتركيز على صناعة شخصية كارزماتية، على غرار ما حدث في دار السلام التنزانية، أين ركزت الكثير من وسائل الإعلام على الملك وهو يضرب على الطبل، وكذا أخذه صوراً بملابس شبابية بعاصمة تنزانيا وهو ما أحدث تساؤلات كبيرة حول تلك الخرجات التي لا معنى لها، الغرض منها التشويش على تواجد الصحراء الغربية في الاتحاد الإفريقي والضغط من أجل قبول ترشح المغرب لنيل عضوية الاتحاد الإفريقي.
أحدثت التصريحات الإعلامية المتعلقة بمد خط أنابيب من لاغوس النيجيرية نحو أوروبا مرورا على غرب إفريقيا تهكمات كبيرة، في ظل حديث المغرب عن توفر السيولة لتمويل المشروع وهو الذي يعاني عجزا في ميزانيته منذ سنوات طويلة. كما سوق لإنجاز مصنع بالشراكة مع إثيوبيا للفوسفات للتأكيد على أنه قوة إفريقية مؤثرة، غير أن تلك الخرجات التي كانت تشويشا على منتدى الاستثمار الإفريقي، وكذا سعي الجزائر للحضور اقتصاديا في بعض العواصم الإفريقية التي يتحدث المغرب عنها وكأنها مستعمراته الخاصة.
وردت إفريقيا في قمة “ملابو” الأخيرة للاتحاد الإفريقي، بصرامة، على هرطقات الرباط، من خلال توبيخه وفضحه ودعوته لاحترام مؤسسات الاتحاد الإفريقي وميثاقه والالتزام بالقوانين والمبادئ. وفوق ذلك، جددت إفريقيا تمسّكها بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ودعت المغرب إلى تصفية استعمارها للمنطقة.
وتأزمت الأوضاع على المغرب بعد الحملات الدولية التي قادتها منظمات المجتمع المدني ومجالس حقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي، المنددة بالتجاوزات المرتكبة في حق الموطنين الصحراويين وثرواتهم التي تنهب باسم عديد السلوكات المشينة من بعض الدول التي تفضل مصالحها الضيقة على حقوق الشعوب.
من بين الضربات القاصمة التي تلقتها الدبلوماسية المغربية، فشل كلينتون، التي استفادت في حملاتها الانتخابية السابقة من دعم مغربي بـ25 مليون دولار، حيث كانت منافسة ترامب تعرقل كل القرارات التي كانت تتخذ ضد المغرب على عديد المستويات، قبل أن ينفضح أمرها، وحديث خليفة أوباما عن ضرورة تصحيح السياسة الخارجية الأمريكية بعيدا عن السُّحت الذي كانت تتلقاه مقابل دعم أطراف ليس لها في مختلف القضايا.
وكان لاستقبال الرئاسة الفرنسية وفدا حقوقيا صحراويا والاستماع له فيما يخص أوضاع القضية والتجاوزات المغربية مؤشر جديد على اقتناع باريس بضرورة تصحيح موقفها تجاه القضية الصحراوية وفضح المغرب، الذي ظل لسنوات طوال يمنح لبعض الشخصيات الفرنسية عطلا على شواطئ الأطلسي ويقدم شهادات دكتوراه فخرية مقابل التزام الصمت جاه القضية الصحراوية أو الانحياز للطرح المغربي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024