تبقى السينما الجزائرية تصنع الفارق في التميز والحضور من خلال إعادة مجدها الغابر في سبعينيات القرن الماضي، وترتيب بيتها انطلاقا من الرصيد التاريخي للشاشة الكبيرة مع مطلع الاستقلال إلى غاية نهاية الثمانينيات، وهي فترة جدير،بنا التوقف عندها والخوض في تفاصيلها الدقيقة والآليات التي رسخت الفارق الفني والجمالي في المشهد السينمائي العربي والعالمي، وصولا إلى الكيفية التي جعلت منها مرجعا فنيا وتراثا ثقافيا ينافس الأفلام الطويلة والقصيرة، بل أن المرجعية التي نتحدث عنها ألان للسينما الجزائرية ساهمت في خلق نسق سينمائي قائم بذاته يملك من التقنيات في الإخراج والسيناريو ما يعد مثالا يقتدى به في المعاهد الوطنية والأجنبية وتحذو المواضيع فيها تميزا يضاهي المنشآت والمؤسسات السينمائية التي كانت في مقدمة هذا الإبداع والإنتاج.
لا احد ينكر أن الشريط السمعي البصري استطاع في فارق زمني أن يضع القاطرة على السكة من خلال انجازات رواد الإخراج والإنتاج أمثال، عمار العسكري، لخضر حامينة، مصطفى بديع، رابح لعراجي، احمد راشدي، بشير بلحاج، وغيرهم من الأسماء الأخرى التي مازالت بصمتها ماثلة على خارطة العمل السينمائي في الجزائر وخارج ضفة المتوسط، بل أن تلك الأفلام استطاعت أن تضع نقطة تحول في النص الإبداعي من خلال الإخراج، مامكن لكثير من هذه الاعمال الخلود في الشريط السمعي البصري ومنافسة أفلام كبرى تحدثت عنها هوليود كأنها الأسطورة الخالدة، لكن الإرادة القوية والإبداع وجودة النصوص ظلت دائما تصنع الفارق وتترك التميز رفيق اللحظة.
المشهد السينمائي اليوم يخطو مراحله بخطوات ثابتة ويدخل المنافسة بأعمال هي أيضا ذات قيمة فنية وجمالية مهمة، يترك بصمته ماثلة في الفضاء السينمائي، يحاول النقد التأسيس لها من منطلق السيناريو الجيد يصنع الإنتاج الجيد، ويوما بعد يوم تتأكد هذه التقاسيم الجمالية لتكون رفيقة السينما الجزائرية بعد النهوض من سبات الأمس القريب.
السينما الجزائرية والمجد المسترد
18
ديسمبر
2016
شوهد:548 مرة