العلم قاطرة اللّغة...

أمين بلعمري
17 ديسمبر 2016

إن الترقية الفعلية للغة العربية تبدأ باستعمالها في المجال العلمي لتكون لغة التكنولوجيا والتطور، فاللغة الانجليزية التي أصبحت ناطقة رسمية باسم التكنولوجيا متناهية الدقة ولغة براءات الاختراع في جميع التخصصات، هي ما سمح للولايات المتحدة الأمريكية بالاستحواذ، ليس فقط على أكثر من 90٪ من براءات الاختراع في العالم، لكن من تسجيل كل تلك البراءات باللغة الإنجليزية التي أصبحت لغة التكنولوجيات الحديثة والعلوم الدقيقة والرياضيات والطب وغيرها من الميادين العلمية والبحثية الأخرى دون منازع، ما يفسر أن كل الكتب والبحوث وفي كل التخصصات العلمية كلها باللغة الانجليزية في الأصل وهذا وحده أعطى البعد الكوني للإنجليزية، حيث لا تكاد دولة في هذا العالم، بداية من مطاراتها إلى فنادقها، وصولا إلى دورات المياه فيها، تخلو من الإنجليزية، رغم أن هذه الأخيرة تعتبر لغة حديثة العهد نسبيا مقارنة باللغات العريقة الأخرى. لكن العبرة ليس بالتراكمات التاريخية، إنما بالنجاعة. فالإنجليزية لم تفرض وجودها لأنها لغة القوة العالمية العظمى فقط، لكن لأنها لغة العلم والمعرفة دون منازع.
إن الجزائر قطعت أشواطا لا بأس بها في تعزيز تواجد اللغة العربية كلغة رسمية ووطنية، إنْ على الصعيد الرسمي أو الشعبي وهذا إذا أخذنا في الحسبان ما تعرضت له اللغة العربية من حملات مركزة للقضاء عليها نهائيا خلال الحقبة الاستعمارية. وهذا لا يعني أننا أعطينا هذه اللغة حقها من الترقية، فالطريق لايزال طويلا والترقية الحقيقية تبدأ عندما تصبح اللغة العربية السائدة في مجال البحث العلمي في مختلف الجامعات والمدارس وهي لغة المذكرات والرسائل الجامعية في العلوم الإنسانية والعلوم الدقيقة والرياضيات وعلم الأحياء... إلخ.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024