ما من شك أن انتظار مولود جديد حدث جد خاص، من شأنه ملء حياة الزوجين والعائلة بكثير من البهجة والسرور، ولكن الأكيد والمؤسف أن الأمر ليس كذلك عندنا، حيث تعيش أيّة امرأة توشك على الولادة وكذلك زوجها كابوسا حقيقيا، يضطران خلاله إلى مواجهة وقت عصيب وعسير، ووسط هذه الظروف سؤال واحد يطرح نفسه، ألهذا الحدّ أصبحت القساوة واللاّإنسانية تستولي على مصالح الأمومة والتوليد عندنا؟
وفي هذا الصدد تقول سيدة من بلدية ذاع القايد: «ما من شك أن أي شخص يكون على دراية بوضع مؤسّساتنا الاستشفائية، سيعطي إجابة إيجابية على هذا السّؤال، فسرعان ما تتحوّل الفرحة التي تغمر الوالدين المستقبليين، إلى قلق وتوتّر يرافقان الولادة واستقبال المولود الجديد، بسبب الوقائع والأحداث التي أصبحت دائمة الحضور بمستشفياتنا، وكثيرة هي الحوامل اللّواتي يجدن أنفسهن مضطرات إلى التنقل من مصلحة أمومة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى، بحثا عن سرير يضعن فيه مواليدهن، ولسن وحدهن المعنيات بهذا الوضع، بل وتعيش كل العائلة أجواء صعبة تتضامن على إثرها من أجل التقليل من المصائب.
وحصول الحامل على سرير أو إحضارها أفرشة من البيت أو نومها على الأرض، من بين الأمور النادرة الوقوع، فغالبا ما تتشارك حاملان أو ثلاثة سريرا واحدا في كثير من المستشفيات، لدرجة أن أصبح هذا الأمر واقعا لا مفر منه، بل وأصبح أفضل ما يمكن أن يحصل للمرأة الحامل».
أما فيما يتعلق بالأسباب فتقول سيدة من بجاية، أنّها راجعة إلى عدم مقدرة مصالح الأمومة على تحمل عدد الحوامل التي تستقبلهن يوميا، هذا بالإضافة إلى قلة الوسائل المخصصة لهذا الشأن، ما يؤثّر سلبا على السير الحسن لهذه المصالح التي تعجز في هذه الحالة عن التكفل الجيد بالحوامل.
لقد أصبحت إعادة تأهيل مصالح الأمومة أكثر من ضرورية، من أجل توفير الظروف الملائمة للتكفل بالنساء الحوامل، فما من شعور مماثل للشعور الذي يخالج مخيّلتنا عندما نستقبل مولودا جديدا، وعليه ينبغي السهر على جعل هذا الحدث يكون سعيدا ومميزا حتى النهاية.
المطلوب ظروف ملائمة
بن النوي توهامي
16
ديسمبر
2016
شوهد:345 مرة