علاقات تضامن وحسن جوار

حمزة محصول
14 ديسمبر 2016

يحل رئيس جمهورية تونس الباجي قايد السبسي، اليوم، بالجزائر، في زيارة لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين نحو مزيد التقدم. وسيناقش مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما تعلق بالجوانب الأمنية والاقتصادية.
 
يزور قايد السبسي، الجزائر للمرة الثانية منذ انتخابه رئيسا لتونس سنة 2014، في ظرف يتسم بتحقيق التعاون الثنائي بين البلدين تقدما ملحوظا على مختلف الأصعدة.
بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، فإن زيارة اليوم “ستكون مناسبة للرئيسين للتشاور حول العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تلك المتعلقة بمنطقة المغرب العربي والساحل والعالم العربي وإفريقيا”.
لقد بلغت العلاقات بين الجزائر وتونس مستوى نموذجيا في السنتين الأخيرتين، حيث هيأت الإرادة السياسية القوية لقادة البلدين سبل تكريس التنسيق والانسجام في الرؤى لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية.
ولعبت الجزائر دورا محوريا في مساعدة الأطراف السياسية في تونس، لإخراج البلاد نحو بر الأمان عقب الهزات الارتدادية الناجمة عن أحداث 2011. وتمكنت تونس من تخطي مرحلتها الانتقالية العسيرة بتنظيم انتخابات ديمقراطية كانت مضربا للمثل في 2014.
ولم يقتصر الدور الجزائري المساند للجارة الشرقية، على تقريب وجهات النظر بين الفاعلين الرئيسيين في الساحة السياسية، بل امتد إلى الجانب الاقتصادي، من خلال مساهمات مالية وإبرام الاتفاق التجاري التفاضلي.
المستوى المميز للعلاقات الجزائرية- التونسية، انعكس بشكل جلي على روح التضامن العالية بين شعبي البلدين، حيث يذكر العالم مساندة الجزائريين المطلقة لأشقائهم التونسيين في محنة التفجيرات الإرهابية التي طالت متحف الباردو والمركب السياسي بسوسة.
تضامن الشعب الجزائري لم يكن بشعارات على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل كان من خلال التوجه بأعداد هائلة لقضاء العطلة الصيفية هناك، ما شكل تحدّيا معنويا للإرهاب الهمجي وإنقاذ الموسم السياحي، بالنظر لأهمية السياحة في الاقتصاد التونسي.
خلال السنتين الماضيتين، ضربت الأجهزة الأمنية المشتركة للجزائر وتونس، مثالا حيا على نجاعة التنسيق الاستعلاماتي والعملياتي، بعدما وجهت ضربات قاصمة للجماعات الإرهابية الناشطة بجبل الشعانبي المتاخم للحدود المشتركة، ووضع استراتيجية فعالة لتأمين الحدود مع الجارة ليبيا للتصدي لتسلل العناصر الإرهابية.
على الصعيد الاقتصادي، يحرص البلدان على الرقي بالشراكة الناجحة والاستثمار في المجالات الخلاقة للثروة ومناصب الشغل، مثلما أكد ذلك الوزير الأول عبد المالك سلال، أثناء تمثيله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في المنتدى الاقتصادي الدولي “تونس 2020”.
وقال سلال، “الجزائر لم تتخل يوما عن واجبها التضامني مع تونس، من خلال بذل الجهود لمواجهة تحديات الأمن والاستقرار، ثم تقديم الدعم في المجال الاقتصادي والاجتماعي من خلال عدة إجراءات، منها الإبقاء على التدفق السياحي ومواصلة تنمية المناطق الحدودية وإبرام الاتفاق التفاضلي التجاري”.
وعززت الروابط بين الجزائر وتونس، دخول خط السكة الحديدية بين عنابة وتونس حيز الخدمة، منتصف شهر أوت الماضي. وسيعزز الطريق السيار، المنتظر استكمال إنجازه خلال السنوات القليلة المقبلة، الحركية التجارية وتنقل الأشخاص بين البلدين.
وستسمح زيارة اليوم، لرئيسي البلدين مناقشة الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل الإفريقي، والأحداث الدائرة في ليبيا، إلى جانب بحث سبل تفعيل التعاون المغاربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024