«الشعب».. قلعة إعلامية

محمد مغلاوي
12 ديسمبر 2016

جريدة «الشعب» ليست مجرد عنوان إخباري أو صحيفة يومية، فهي ظاهرة إعلامية، ومنبر استثنائي مهني دافع منذ ميلاده عن قضايا الوطن والمواطن، وبقي حاضنا للمعلومة الصادقة والآراء البناءة والأفكار النيرة، فهذا الصرح الإعلامي بقي ثابتا على المبادئ التي تأسس عليها ومحافظا على خط افتتاحي واضح، يحترم القارئ دون تحزب أو انحياز لطرف، وظل ناقلا للخبر اليقين، لذلك اقتضت سلسلة من «المعارك» من أجل البقاء والصمود، قادها مسؤولون وصحفيون وتقنيون ماضيا وحاضرا، آمنوا بهذا العنوان الكبير، ومعتزين بالانتماء إليه، ومفتخرين بما قدمته هذه اليومية للجزائر والجزائريين على مدار أكثر من خمسة عقود كاملة، رغم الهزات ومحاولات التشويش.
صنّاع بدايات الصحيفة «الظاهرة»، هم مجموعة من رجال ونساء كانوا في الصفوف الأمامية للثورة التحريرية، وجزء من شعب عظيم قهر استعمار غاشم، فكروا في أن يخلدوا تضحياته وكفاحه المستميت، ومنحه مساحة للتعبير وإعلاء صوته في الداخل والخارج، فأطلقوا اسم الشعب على أول عنوان إعلامي ناطق بلغة الضاد في جزائر الاستقلال، فكانت الانطلاقة بطاقم متمرس، أشرف عليه الراحل عنا قبل أربعة أيام محمد الميلي، بعضهم ظهر في الواجهة على الفور، لأن مهامه كانت تقتضي ذلك، وبعضهم الآخر بقي في موقع «الجندي المجهول»، لأن واجباته في التركيب والتحرير استوجبت هذا النوع من المشاركة، أملا في مواصلة مسيرة صرح إعلامي بدأ يكبر.
الوفاء لخط اليومية استلزم أيضا منعطفات حاسمة، كانت كفيلة بقلب ذلك التحدي الذي رفع في 11 ديسمبر 1962 إلى نجاح مازالت تحققه اليومية إلى اليوم، فقد أسهمت في صناعة قاعدة إعلامية وطنية صلبة، وكان العنوان بمثابة صوت الجزائر وشعبها في الداخل والخارج، والبوابة التي تخرج منها إعلاميون وكوادر وطنية، احتضنت ومازالت تحتضن الآراء والاتجاهات ونقيضها، ونقل الأحداث بموضوعية ومهنية، فحققت القبول عند شرائح واسعة من القراء، وأصبحت المصدر الموثوق فيه للأخبار المحلية، الوطنية والدولية، وهذا أمر طبيعي، بالنظر إلى طاقم عملها المحترف وانحيازها على مدار 54 سنة لقضايا الوطن والمواطن، والتزامها بتسمية الأشياء بمسمياتها.
اليوم، جريدة «الشعب» تقطع مشوارا مشرفا بطاقم شاب، متسلح بالمبادئ المهنية والأخلاقية، يريد أن يقود هذا العنوان إلى بر الأمان في ظل مناخ إعلامي تنافسي متشعب وصعب، بعزيمة كبيرة وإرادة ثابتة لتحقيق ذلك التطور المنشود، وتقوية تلك الثقة التي حكمت على الدوام علاقة «الشعب» بقرائها، حاملا آلام وتضحيات الزملاء السابقين، وآمالا مستقبلية عظيمة، نحو كتابة وبناء تاريخ آخر لهذا العنوان الرمز، دون أن يُمسَّ روحه أو يشوَّه جوهره.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024