إن ما يحدث مع مرضى السكري والمكمل الغذائي، الذي اصطلح على تسميته “رحمة ربي”، وقرار سحبه من السوق، يعتبر فضيحة وجريمة مكتملة العناصر، يجب تحديد المسؤوليات بصرامة وإخضاع كل المتسببين فيها إلى متابعة قضائية.
إن التساؤلات المطروحة هي، ما حقيقة هذا الدواء ولماذا تم التعامل بطريق غامضة مع صاحب الفكرة، الذي تم استقباله على أعلى مستوى، وفتحت له كل أبواب وسائل الإعلام وبات أملا قائما لملايين المرضى المصابين... لكن ذلك الأمل بات نقمة على مئات الآلاف الذين خسروا أموالهم وبدل أن تتحسن حالتهم الصحية تدهورت أكثر فأكثر، في مشهد هزلي يعكس مستوى التسيّب الذي يعرفه القطاع الصحي.
إن عالم الدواء والمواد الصيدلانية مليئ بالممارسات المافيوية والذي لم يعد يخفى على أحد. فقد تم محاولة حرق مصنع الأنسولين بقسنطينة التابع لشركة “صيدال”، كما تم فرض خناق كبير على مؤسسة “صيدال” العمومية وتعرضت لتشويه سمعة، تبين فيما بعد أنها صراعات خفية ومعلنة من أجل السيطرة على سوق الدواء والمواد الصيدلانية التي تكلف خزينة الدولة 3 ملايير دولار سنويا.
الرأي العام يطالب بالحقيقة وعن مسار تتبع صاحب الدواء وعن مَن رخّص له بالإنتاج والتسويق، وإلا فالثقة لن تكون، ويكون قطاع الصحة حقيقة في وضع كارثي، مثلما كشفت عنه التقارير السنوية للجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان والكثير من الفاعلين.