كلمة العدد

موعد مع التّحدّي

هدى بوعطيح
04 أفريل 2015

شُرع في تطبيق فكرة “عاصمة الثقافة العربية” سنة ١٩٩٦، وجاء ذلك بناءً على اقتراح للمجموعة العربية في اليونسكو، خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية بباريس ما بين 3 و7  جانفي 1995 م، وفي الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشّؤون الثّقافية في الوطن العربي، الذي عقد بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، ووقع الاختيار على مصر لتكون أول بلد يحتضن هذه التظاهرة لتتواصل الفعاليات تباعا، من بلد إلى آخر.
واليوم تتهيّأ قسنطينة لاستضافة واحدة من أكبر التّظاهرات الثّقافية في الوطن العربي، بعد أن وقع عليها الاختيار في ديسمبر 2012، من طرف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “ألسكو” التي  تنبت المبادرة لتكون عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015، بعد أن كان للجزائر العاصمة شرف احتضانها سنة 2007.
فقد جدّدت “الألسكو” الثّقة في الجزائر من جديد، بعد النجاح الذي حقّقته بشهادة الوافدين على التّظاهرة، حيث كانت العاصمة في الموعد المحدّد لها، ليأتي الدور بعد ثماني سنوات على مدينة الجسور المعلقة، لترفع الجزائر التحدي للمرة الثانية وتبرز أنها بلد المواعيد الكبرى، وها هي سيرتا اليوم في العدّ التّنازلي لتشعّ بحضارتها وتاريخها وثقافتها على العالم العربي.   
أيام قليلة تفصلنا عن قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لتكون على مدار سنة كاملة مزار للكتّاب والمثقّفين والأدباء من مختلف جهات العالم العربي، الذي سيحطّ بثقافته هو الآخر بمدينة الصّخر العتيق.
تحدّ ترفعه مدينة العلم والعلماء لتكون في الموعد المحدّد لها، فأنظار العالم ستكون موجّهة عشية الـ 16 من أفريل الجاري، نحو مسقط رأس العلاّمة عبد الحميد بن باديس، والرّوائي مالك حداد، ورضا حوحو، وكاتب ياسين..وآخرون أعطوا لسيرتا مكانتها التي تستحقّها. والموعد اليوم مع أحفاد ماسينيسا ليواصلوا الدرب ويبرزوا هذه المدينة التي تشعّ حضارة، ويكون لهم الدور الفعّال في دعم الإبداع الفكري والثقافي، وتجسيد التواصل بين مختلف الدول العربية والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى، وتكريس الفكرة القائلة بأنّ الثقافة عنصر مهم في حياة المجتمع، ومحور من محاور التّنمية الشّاملة.
القائمون على التّظاهرة يؤكّدون بأنّ قسنطينة جاهزة لاحتضان الحدث سواء من ناحية الهياكل التي تمّ  ترميمها  أو  إنشاءها، أو من ناحية البرامج المسطرة لإثراء الفعالية، ونحن نقول بأنّ الأيام المقبلة ستبرهن مدى استعداداتهم والنجاح الذي سيحقّقونه، هو ما نتمنّاه لتصبح الجزائر وجهة ثقافية دون منازع ، بتميزها وإبداعها ومبدعيها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024