اليمن .. الحوار خير

أمين بلعمري
26 مارس 2015

إن الوضع في اليمن يعتبر بمثابة امتحان جديد لمدى قدرة الدول العربية على كيفية التعامل مع الأزمات ومدى فعاليتها في تطويقها ومنعها من التفاقم إلى درجة قد تتحول معها إلى خطر على الأمن القومي العربي برمته.
كانت قبل ذلك أحداث ما سمي بـ»الربيع العربي» قد كشفت مدى هشاشة العمل العربي المشترك في التعاطي مع المستجدات، كما أبانت عن افتقاد جامعة الدول العربية إلى ميكانيزمات استباقية للتعامل مع الطوارىء والمستجدات لتفادي عامل المفاجأة وهذا لغياب هذا العنصر انعكس في القرارات المرتبكة لبعض الدول العربية، التي وجدت نفسها حائرة في كيفية التعاطي مع تلك الموجة الجارفة - كل دولة على حدى - ولم نشاهد حينها موقفا عربيا متضامنا رغم أن الوضع كان غاية في الخطورة .
إن الطريقة والسرعة التي انتشر بها فيروس «الربيع العربي» وانتقاله من دولة عربية إلى أخرى أثبتت مدى تداخل الأمن القومي العربي وإلا كيف نفسر اندلاع الأحداث في تونس ومصر وانتقالها بسرعة البرق إلى سوريا واليمن …إلخ ؟!.
إن العودة إلى الحديث عن «الربيع العربي» ليس من باب اجترار الوقائع والأحداث ولكن بالنظر لارتباط بعضها ببعض، حيث أنه لا يمكن فصل الحالة اليمنية عن سياق ما حدث في كل الدول العربية الأخرى من انهيار للدولة وغياب للمؤسسات وهي العوامل التي أدت إلى استشراء الفوضى وانتشار السلاح في هذا البلد، الذي هو بأمس الحاجة اليوم إلى التفاتة عربية جادة وسريعة من أجل العودة إلى الحوار وإيجاد مخرج سياسي للأزمة اليمنية يكفي المؤمنين شر القتال ويؤسس لمصالحة وطنية شاملة بين كل مكونات الشعب اليمني تخلصه من فيروس الطائفية والمذهبية المقيتة التي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لأسس العيش المشترك في اليمن الذي لم يعد سعيدا كما كان!. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024