إن الوضع في اليمن يعتبر بمثابة امتحان جديد لمدى قدرة الدول العربية على كيفية التعامل مع الأزمات ومدى فعاليتها في تطويقها ومنعها من التفاقم إلى درجة قد تتحول معها إلى خطر على الأمن القومي العربي برمته.
كانت قبل ذلك أحداث ما سمي بـ»الربيع العربي» قد كشفت مدى هشاشة العمل العربي المشترك في التعاطي مع المستجدات، كما أبانت عن افتقاد جامعة الدول العربية إلى ميكانيزمات استباقية للتعامل مع الطوارىء والمستجدات لتفادي عامل المفاجأة وهذا لغياب هذا العنصر انعكس في القرارات المرتبكة لبعض الدول العربية، التي وجدت نفسها حائرة في كيفية التعاطي مع تلك الموجة الجارفة - كل دولة على حدى - ولم نشاهد حينها موقفا عربيا متضامنا رغم أن الوضع كان غاية في الخطورة .
إن الطريقة والسرعة التي انتشر بها فيروس «الربيع العربي» وانتقاله من دولة عربية إلى أخرى أثبتت مدى تداخل الأمن القومي العربي وإلا كيف نفسر اندلاع الأحداث في تونس ومصر وانتقالها بسرعة البرق إلى سوريا واليمن …إلخ ؟!.
إن العودة إلى الحديث عن «الربيع العربي» ليس من باب اجترار الوقائع والأحداث ولكن بالنظر لارتباط بعضها ببعض، حيث أنه لا يمكن فصل الحالة اليمنية عن سياق ما حدث في كل الدول العربية الأخرى من انهيار للدولة وغياب للمؤسسات وهي العوامل التي أدت إلى استشراء الفوضى وانتشار السلاح في هذا البلد، الذي هو بأمس الحاجة اليوم إلى التفاتة عربية جادة وسريعة من أجل العودة إلى الحوار وإيجاد مخرج سياسي للأزمة اليمنية يكفي المؤمنين شر القتال ويؤسس لمصالحة وطنية شاملة بين كل مكونات الشعب اليمني تخلصه من فيروس الطائفية والمذهبية المقيتة التي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لأسس العيش المشترك في اليمن الذي لم يعد سعيدا كما كان!.
اليمن .. الحوار خير
أمين بلعمري
26
مارس
2015
شوهد:459 مرة