كلمة العدد

هاجس الأولياء..!؟

جمال أوكيلي
22 مارس 2015

هل هناك فضاءات التّرفيه للعائلات خلال العطلة الرّبيعية التي استفاد منها الأطفال منذ الخميس الفارط؟
هذا الانشغال أصبح هاجسا للأولياء بدءا من اللّحظة التي يستلمون فيها كشوفات اختبارات الفصل الثاني، أين يمضون أوقاتهم أمام التلفزيون أم الأنترنت؟ أم يطلب منهم استكمال الدّروس الخصوصية أم أشياء أخرى!؟ كالرياضة مثلا.
وإن تعذّر الأمر وانعدمت تلك الفرضيات، فإنّه يلاحظ أنّ الأطفال إما أن يصاحبوا أولياءهم إلى الأسواق أو يكلّفون باقتناء الحاجيات الغذائية للمنزل، أو التّجمع في الأحياء من أجل مباراة في كرة القدم، أو قيادة الدراجات الهوائية، معرضين أنفسهم لمخاطر عدة جراء سرعة السيارات في أماكن تواجدهم.
وجل العائلات تنزعج من هذه العطلة لا لشيء سوى لأنّها اعتادت على نظام معين، ألا وهو خروج الأطفال على ساعة معينة ودخولهم في وقت معلوم، تكون فيه الأم قد انتهت من الأشغال على مستواها، لذلك فإنّ أماكن اللعب على مستوى العاصمة مثلا قليلة جدّا لا تتعدّى “الصابلات”، “بارك دريم”، حديقة التسلية ببن عكنون وبوشاوي، لكن بأيّ ثمن؟ التّذكرة التي كانت بـ ٢٠٠ دينار لـ ٥ لعبات، قفزت إلى ٣٠٠ دينار، وكل لعبة لا تتجاوز مدتها أقصى تقدير الدقيقتين، وقس على ذلك باقي المراكز الأخرى.
وهذه “النّدرة” في وسائل التّرفيه، أدّت إلى اكتظاظ هذه الأماكن بشكل ملفت للانتباه، خاصة من الخميس إلى السبت، حيث تتوافد الكثير من العائلات من أجل التخلص من الضّغط الأسبوعي على أبنائها بحكم وتيرة الدراسة.
هذه الظّاهرة المتعلّقة ببقاء الطفل ١٥ يوما ما بين ٤ جدران، تجعله دائما تحت تأثير محيطه وضغط الشارع، ممّا ينعكس ذلك سلبا على سلوكاته وتصرفاته تجاه الآخر، خاصة في تواصله مع والديه ومعلّمه أو معلّمته.
بالأمس فقط وأمام الحال الميسور للعائلة الجزائرية، كان الأب حريصا على إرسال ابنه إلى البادية أي ما يعرف عندنا بـ “البلاد” ولو لأيام معدودة كي يزيح عنه كل أحمال المدينة من صخب تحرمه من النّوم اللائق والأكل المناسب، ويزيل عنه القلق النّفسي. لم يعد هناك شيء من هذا القبيل، بعد أن أصبح مستوى المعيشة في سقف يحسب له ألف حساب، زد على ذلك تخلّي الريف عمّا كان من أسسه الصلبة، وهي عدم ذهاب الرجل إلى اقتناء كل شيء من السوق.
هذه الحالات المذكورة هي مترابطة أصلا، وحلقات متواصلة لا انفصام فيما بينها، لأنّها تكمّل بعضها البعض، وهي الحيّز الذي يتحرّك فيه الطفل من أجل اكتشاف ما حوله، أو السعي لتكوين شخصيته حتى لا يشعر بالفراغ في جهة معينة.
لذلك فإنّ التّفكير اليوم يجب أن يتوجّه نحو توسيع دائرة الاستثمار في مجال التّسلية والتّرفيه بمعنى التّفكير في هذا الطفل، وخاصة في أبعاده النّفسية التي تحافظ على قواه العقلية، ليكون سليما معافى من كل الأمراض.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024