كلمة العدد

عمل تحسيسي طويل المدى

جمال أوكيلي
22 فيفري 2015

بعد عشريتين وأكثر.. نفتح ملف عودة الأشخاص الذين اضطروا لمغادرة أراضيهم في الأرياف نتيجة أسباب لاداعي لذكرها كونها  ليست من انشغالنا الذي نوليه تلك الأولوية عندما يجري الحديث عن التنمية المحلية الشاملة.
وإنما نودّ هنا الحديث عن المجهود الجبار الذي بذلته السلطات العمومية من أجل تشجيع هؤلاء على العودة إلى مداشرهم من خلال تقديم لهم كل ما يدفع أو يسمح بأن تنتقل العائلات إلى  سكاناتها  لإعادة بعث إحياء كل تلك المناطق التي كانت مسرحا لهجرة جماعية خلال تلك الفترة.
وقد أخذنا عينات حيّة بجهات حساسة كالعاصمة والمدية وغليزان وباتنة وتيبازة لإعطاء صورة ملموسة عن المساعي التي تقوم بها الجهات المسؤولة من أجل أن تكون في مستوى هذا الحدث باعتماد سياسة جوارية متوجهة إلى هؤلاء المواطنين وهذا بالتكفل بهم ومنحهم خيارات معيّنة تحمل إغرءات خدماتية منها تزويد أماكنهم الأصلية بالكهرباء والماء، وكذلك إقامة العيادات الطبية والمؤسسات التعليمية وهذا كله من أجل الاستقرار الكامل للعائلات.
ولابد من التأكيد هنا بأن الكثير من البلديات شرعت فعلا في العمل وفق هذا التوجه ونعني بذلك الانطلاق في ورشات مفتوحة لإقناع الناس على العودة إلى قراهم وهذا من خلال تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية، لأن الكثير من أبناء هذه العائلات أبدى تحفظا كونه يعتقد بأن هناك غيابا لكل ماهو خدمات جوارية مثلما هو حاصل في المدينة.
هذا العمل التحسيسي بدأ يعطي ثماره ويؤتي أكله وهذا من خلال  تلك الاستجابة التي سجلت في نقاط معينة تشهد انتشار هذه الظاهر بشكل مكثّف ومخيف في آن واحد لماذ يا ترى؟
لأن السلطات المحلية في بعض من الولايات أنكهتها مطالب هؤلاء إلى درجة أخلطت عليها البعض من حساباتها في مسألة تسيير الشأن العام، لذلك فإنها مهما عملت من أجل إضفاء الطابع الخاص بترقية الولاية، إلا وتعمل على إدراج هؤلاء المواطنين في برامجها سواء بترحيلهم إلى أماكن لائقة من حيث الإقامة أو مساعدتهم على البناء الذاتي..أي كل الخيارات مطروحة أمامهم لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والتخلّص من هذا الكابوس.
ولابد الاعتراف هنا بأن هذا الملف يعد شائكا بالنسبة لكل المنتخبين كونه تولّد عن ظروف خاصة ولابد أن يتعاملوا معه مهما كان الأمر، وهذا وفق رؤية شاملة تدمج الجميع في دائرة التنمية الوطنية وهناك مبادرات اتخذها البعض من مسؤولي البلديات تجاه بعض العائلات من حيث وثائق الإقامة حتى تنزع عنها تلك الغصة وتأمل في مستقبل أحسن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024