تصاعدت هذه الأيام دعوات بعض المحسوبين على المعارضة للخروج إلى الشارع والتظاهر ضد ملفات الغاز الصخري وغيرها من الذرائع التي تعتبر أكبر من حجم المعارضة، التي عجزت عن تجميع مناضليها في مقرات الأحزاب، حيث وقفنا في بعض الأحيان عن تجاوز عدد الصحافيين عدد مناضلي الأحزاب.
إن المعارضة من حقها أن تمارس العملية الديمقراطية من خلال مواقفها وآرائها بكل حرية، لكن تبين من خلال النشاط المكثف للأحزاب أن المعارضة باتت مهزلة، فهي تعتمد على بعض وسائل الإعلام لنشر تغريداتها السلبية المبنية على تسويد الواقع والتهجم على السلطة لتقوم المؤسسات الإعلامية بقولبة تلك التصريحات وتضعها في الصفحات الأولى حتى تصنع الرأي العام وهي في الحقيقة زيف وبهتان.
إن المشهد السياسي في الجزائر تحكمه التناقضات، فقبل قوانين الإصلاحات حاول بعض تأسيس أحزاب لمنح الشرعية لعمله السياسي، لكن لاحظ الجميع ماذا حدث في الانتخابات التشريعية لـ2012، حيث بيعت المراتب الأولى في القوائم الانتخابية وانفجرت الكثير من الفضائح بعدها وانتشرت الصراعات الداخلية وتم تبادل الاتهامات بين الأعضاء المؤسسين في صورة تؤكد غياب أدنى أخلاقيات السياسة وعدم الاقتداء بالمطالب التي يطالبون بها السلطة.
لقد طبع العنف التصريحات السياسية وزادت حدتها مع بروز قنوات خاصة تنقل كل شيء من أجل ملء فراغ البرامج، وهو ما يجعل الرأي العام يشاهد تلك الوجوه على أنها تؤثر على سير مجريات الحياة السياسية.
إن عيب المعارضة في الجزائر، هو ممارسة السلطة الأبوية وتنصيب نفسها ناطقاً باسم الشعب، كما أن دراسة مواقفها يؤكد انتهاجها سياسة مبهمة، فهي لا تبادر ومن يبادر يعتبر خائنا وخادما للسلطة وكأنها تملك الحقيقة المطلقة.
إن التحولات العالمية تفرض تصحيح التشريعات الخاصة بالممارسة السياسية من أجل الانتقال إلى الاحترافية، لأن مواصلة الأمر على ما هو عليه سيجعل الممارسة السياسية تتميع والخاسر الأكبر هي الجزائر والديمقراطية.
وعلى الجميع إدارك مدى تضحيات الشعب الجزائر للوصول إلى ما نحن عليه اليوم من أمن واستقرار، الذي تفتقده ليبيا واليمن وسوريا والكثير من الدول الأخرى. فهل نحن منتبهون؟
لماذا دعوات الفتنة؟
حكيم بوغرارة
21
فيفري
2015
شوهد:485 مرة