الذاتية مضّرة بالتاريخ

جمال أوكيلي
20 فيفري 2015

ما يحاول البعض إلحاقه من ضرر معنوي بالشخصيات الثورية الجزائرية وإلصاق بها تهم باطلة لا أساس لها من الصحة لا يجب أن تفتح شهية من ينشطون في هذا الحقل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة محاولين إطلاق العنان لأحكام قاسية على هؤلاء الناس، أو آراء ضيقة لا تلزم إلا أصحابها.
القراءة التاريخة لا تنطلق أبدا من الذاتية وإن سقطت في هذا المصبّ، فإنها ستتحوّل إلى اعتداء واضح على الحدث مهما كانت طبيعته، يجرد من كل عناصره المستند إليها والأكثر من هذا تصبح السهولة سيدة الموقف في التعامل مع كل قيم النضال.
ونأسف لسعي البعض لإخراج التاريخ من دائرة  النقاش المثمر والبنّاء، إلى فضاء لتبادل التهم، وحتى التشكيك في مواقف الرجال في ظروف صعبة جدّا، حتمت الذهاب إلى خيار مقارعة الاستعمار.
ومهما كانت الأوضاع في تلك الفترة، فإن مسّار الحركة الوطنية كان يتبلور من أجل الذهاب إلى ما هو أصعب وأليم في آن واحد.. اتضحت معالم عند تأسيس «المنظمة الخاصة» الذراع العسكري لحزب الشعب، وهذا في حدّ ذاته بداية التحضير لدخول في مرحلة حاسمة والرسالة هنا واضحة..»فالتيار الثوري» هو الذي قرّر أن يغيّر هذا المسلك الذي كان يريد «المهادنة» و»الانتظار» إلى ما لا نهاية.
وتأكّد للجميع، بأن هناك من لم يستطع مرافقة هذا العمل الثوري وكان الهدف الأسمى هو الاستقلال الوطني ولن يتأتى ذلك إلا بفضل الكفاح المسلّح لا غير.
ومن الخطأ أن يبقى البعض يعتقد بأن صناعة التاريخ يعود لفلان أو علاّن «أو أن الزعامة « بنت مجدا في تلك الفترة هذا لم يحصل، لابد من القول هنا بأن الإرادة طردت التردد وهذا بمجرد أن أعلن ميلاد جبهة التحرير الوطني لتتهاوى كل الأحلام السياسية آنذاك.
في هذا الوقت بالذات، منعطف تاريخ حاسم دخلته القوى المناضلة، توّج ببيان حدّد كل مراحل الكفاح إلى غاية الإستقلال وهذا التنظيم الجديد هو محصلة نضال الجزائريين، دعاهم إلى الإنضمام إلى هذا المسعى بقناعة تختلف عن سابقتها، خاصة أولئك الذين كانوا يتحرّكون في اتجاهات شتى ولم يكن لهم مستقر ليجدوا ضالتهم الكاملة وما كانو يأملون فيه منذ سنوات طويلة.
ولا يحقّ اليوم لأي كان، أن يطعن بما قام به الرجال في تلك الفترة بإيهام الناس بحركات نضالية آنذاك لم تفلح في اتخاذ القرار الحاسم والتاريخي في آن واحد، لذلك فمن الصعوبة بإمكان إعادة لها الاعتبار بالشكل  الذي يريده البعض الذين كتبوا أشياء أو قالوا كلاما غير مسؤول أراد إلغاء الآخر، هذه الحركات النضالية لم تضع التاريخ وإنما هي حلقة من حلقات توارد الأحداث آنذاك. وانطلاقا للتاريخ، فإن جبهة التحرير الوطني استطاعت أن تسترجع السيادة الوطنية والفضل يعود لها، وليس هناك من يحلّ محلّها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024