علاقات... نموذجية

تمتاز العلاقات الثنائية بين الجزائر والنيجر، بالأخوة والصداقة وحسن الجوار، فاتحة آفاقا واعدة للتشاور السياسي بين البلدين في قضايا ذات الاهتمام المشترك، تتطلب الاستمرار على هذه الآلية من أجل ترقية هذه الروابط إلى ما يأمله حقا القادة في الجزائر والنيجر وتدعيمها وتعزيزها مستقبلا.
وتندرج زيارة رئيس جمهورية النيجر محامادو إيسوفو إلى الجزائر، ضمن هذه الحركية الراغبة في توطيد العلاقات بشكل متواصل، على ضوء الإمكانات الهائلة التي بحوزة البلدين، انطلاقا من الحدود التي تربطهما والتي هي بمثابة جسور تواصل في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية، وكذلك تنقل الأشخاص.
ونظرا لهذه الخصوصيات، بالإمكان أن تكون العلاقات بين الجزائر والنيجر، نموذجية في كل القطاعات الحيوية، والجزائر مستعدة لتزويد هذا البلد بكل ما يحتاجه من معارف وتجارب، وهذا من خلال الوقوف على تقييم شامل لهذا التعاون، وإضفاء الاستمرارية عليه بواسطة اللجنة المشتركة الجزائرية - النيجرية، والاتفاقيات المتعلقة بالتعاون الثنائي وغيره من الصيغ التي تقوّي هذا المسعى مستقبلا. وهي الأولوية التي ينبغي أن تحتل صدارة المحادثات بين مسؤولي البلدين، لأن هناك فرصا كبيرة متاحة لبعث هذا التعاون في غضون السنوات القادمة.
ولابد من الإشارة هنا، إلى أن زيارة رئيس جمهورية النيجر إلى الجزائر، تأتي في سياق خاص، نظرا لما تشهده منطقة الساحل من محاولات لزعزعة الاستقراره بها، سواء بالنسبة لما يحدث في مالي أو ليبيا.. وما يتطلب ذلك من تنسيق محكم في الجانبين السياسي والأمني، والعمل المشترك من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان في فضاء الساحل الصحراوي.
وستسمح هذه الزيارة لمسؤولي البلدين باستعراض آخر التطورات بالمنطقة وهذا من خلال تدعيم كل المساعي الحميدة التي تقوم بها الجزائر، من أجل التقريب بين الأطراف المالية قصد إعادة السلم والأمن إلى شمال هذا البلد.
وقد أظهرت الجزائر نوايا حسنة فيما يتعلق بالملف المالي، ففي كل مرة تستضيف اجتماعا لتقييم عملية السلام.. وكل الأطراف الإفريقية، منها النيجر، أبدت تأييدها لمسعى الجزائر لاستتباب الأمن في ربوع هذا البلد.
وضمن كل هذا الإطار، أبدت السلطات في النيجر، ارتياحها لعملية نقل رعاياها باتجاه بلدهم، معربة عن تقديرها للجزائر وللظروف المواتية التي تمت فيها، والتكفل الذي خصصه الهلال الأحمر الجزائري لمواطني هذا البلد من كل النواحي الإنسانية.