بناء منظومة تنمية جوارية عميقة

سعيد بن عياد
23 جانفي 2015

يجمع الخبراء المستقلين على أن التحول الطاقوي للجزائر أمر حتمي في ظل تقلبات أسواق المحروقات وارتفاع حجم الطلب المحلي، مما يفرض اللجوء في المديين المتوسط والطويل إلى خيارات أخرى ممكنة بما فيها الغاز الصخري والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بإشراك المجتمع والمواطنين من خلال إرساء منظومة تواصل جوارية لا مجال فيها للمغالطة أو المزايدة أو الإشاعة، في ظل ارتفاع درجة الصراع الدولي على جميع مصادر الطاقة.

 وبالفعل وضع الوزير الأول كافة المعطيات أمام المجموعة الوطنية بأن لا مجال للشروع في استغلال الغاز الصخري بعين صالح في الظرف الراهن، وإنما يتعلق الأمر بعملية استكشاف من أجل تحديد القدرات التي يتوفر عليها الاحتياطي من الغاز تحسبا للتحديات التي سوف تواجه التنمية الوطنية. ومن شأن أن تبدد كل تلك التأكيدات الشكوك التي ألقت بظلالها على السكان الذين دروا أن الأمر ليس كما روّج له البعض ممن حاولا الدفع بالوضع إلى التأزيم، مستغلين نقائص في الاتصال على مستوى الشركة الوطنية للمحروقات، التي كان بإمكانها أن ترافق برنامج البحث والاستكشاف بعمليات تنموية جوارية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية محلية تجعل السكان شركاء في المسار. وهو ما أدركته الدولة بالإعلان عن بناء معهد متخصص للتكوين في الغاز الصخري بعين المكان مما يمد جسرا للتواصل العلمي والشفاف، الأمر الذي يجعل أبناء المنطقة من إطارات جامعية وكفاءات فنية في مقدمة الحاملين للمشروع وتهيئة القدرات البشرية والإمكانيات الفنية لمواجهة الوضع في المستقبل من منطلق تحمل المسؤولية الوطنية لفائدة الأجيال.
 إن برنامجا بهذا الحجم والأهمية لا يمكن أن يجري تنفيذه بعيدا عن إشراك الساكنة المحلية وإقحام الكفاءات ذات الصلة، علما أن الأمر لا يتعدى في المدى القريب والمتوسط مجرد القيام بأعمال تنقيب واستكشاف لدراسة الجدوى والتحكم في المعطيات، بما في ذلك الحرص وبدرجة كبيرة على حماية موارد المياه الجوفية واتخاذ كافة التدابير الفنية لمنع أي خلل بيئوي. والمؤكد أن كل الإجراءات الفنية ذات الصلة بالسلامة والأمن مدرجة في خارطة الطريق التي تعود بالفائدة على تلك المناطق من خلال التوجه إلى رصد موارد ملائمة لمواصلة للنهوض بها في كافة الميادين بما فيها العلمية والثقافية والاجتماعية، من خلال مسار المشاركة في بناء منظومة تنمية جوارية عميقة، ترتكز على الاتصال والتواصل المستمر في إطار من الشفافية التامة التي تسقط مغالطات البعض وتبدّد الشكوك لدى البعض الآخر، لتستأنف عجلة التنمية مسيرة البناء الوطني وتعزيز قدراته المحلية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024