يعتمد صناع الفتن والأزمات في العالم اليوم في حملاتهم لإضعاف شعب أو دولة، على استراتيجية تستهدف بشكل مباشر الشباب، لتحويله من عنصر ناشط وفعال إلى محبط ومتمرد، يستخدمون لأجل ذلك مختلف الوسائط الإعلامية والإلكترونية الحديثة، مستفيدين من مميزاتها الجذابة والمبهرة ولهفة هذه الفئة نحوها، لتمرير رسائلهم وأفكارهم، وتحويل الشاب من مستقبل للمعلومة إلى باحث عن المعلومة، ومن ثم إلى صاحب رأي عن طريق التلقين بطريقة ممنهجة، يتحايلون على مستوى وعيه الاجتماعي والسياسي والثقافي، مستغلين تطور مهارات التواصل وتقنيات الإبهار للدعاية المغرضة والتضليل والتوجيه، سواء عبر نقل صور مفبركة معاكسة ومغالطة للواقع، أو الإمعان في ترسيخ معلومات وأفكار غير سليمة في ذهن المتلقي، مستخدمين عبارات مقنعة للتأثير عليه دون شعور خدمة لمصالحهم.
فهم يريدون لرماد الفتنة أن يتحرك تحت مجتمعاتنا بأشكال مختلفة، بفكر عنيف يتلبس في كل زاوية رداء جر البلد للخراب، تغيب فيه رؤى المستقبل وحوار العقل، ليحضر خطاب العنف والدمار والفوضى. لا تهمهم الخسائر المادية والبشرية، ولا يعنيهم التطاحن والاقتتال، هم يشعلون النار ويثيرون النعرات ويختبئون ليصطادوا من بعيد.
وسط هذا الفضاء المزدحم بالمتلاعبين بالعقول تبرز الحاجة الماسة لشباب واع وحذر، يدقق ويمحص في المعلومة والصورة، لحماية أذهانهم من هذا القصف الإعلامي الخطير، وتحصين أنفسهم من التزييف والتشويه والعبث بقيم الإنسانية، مغلبين صوت العقل وغير مستسلمين لهذه المؤامرات المدبرة بالصوت والصورة، تقودها نخبة غربية مجرمة فاشية عابثة بمصير البشرية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.