بدأت بعض السلوكات الغريبة تتكرّر عند بعض المستهلكين، كلما اقترب حلول شهر رمضان أو العديد من المناسبات الدينية، على خلفية أن معظم الأسواق والمساحات التجارية الكبيرة والصغيرة تشهد تدفقا منقطع النظير للزبائن وأحيانا اكتظاظا من أجل اقتناء مختلف المستلزمات مرة واحدة وبكميات معتبرة، وكأن الأيام الأولى من شهر الصيام ستكون عطلة للتجار!.
في ظل الوفرة المعتبرة من المنتجات الاستهلاكية وأسعارها المعقولة، وبما أن الأسر الجزائرية تعودت على استهلاك الخضر والفواكه واللحوم طازجة، لا داعي لاقتناء كميات كبيرة وتكديسها في الثلاجات، وربما عدم الحاجة إلى استهلاكها عندما تمر عليها عدة أيام، لأن هذا السلوك مستهجن وينبغي منع انتشاره بتحسيس المواطنين وتوعيتهم؛ لأن المصالح الوصية تضمن تموين السوق بجميع ما يحتاجه المستهلك، وعملية تخزين المواد الاستهلاكية سلوك مستهجن يضر باستقرار السوق ويدفع البعض إلى الإقبال المبالغ فيه وبروز ظاهرة “اللّهفة”، وحتى لا تنتشر مثل هذه السلوكات الغريبة، من الضروري محاربتها تماما كما نجحت الجزائر في مكافحة المضاربة وجعلها من الماضي.
إن الإفراط في الإنفاق يقود دون شك إلى الاستهلاك الخاطئ والتبذير المستهجن، لذا وجب الاحتراز وإشراك المواطن في عملية ترشيد الاستهلاك العائلي خاصة في مثل هذه المناسبات، من أجل أن يتناول المستهلك وجبات صحية لا تضر بصحته وتحفظ سلامته من خطر الأمراض والتسممات من كثرة تجميد المأكولات، ولا يلقي بجزء من ميزانيته مع النفايات.
إن جميع المؤشرات تؤكد أن الأسواق في كل سنة تعرف تنظيما أكبر واستقرارا أفضل، ينبغي تثمينه والمواصلة في ضبطه وتقليل الضغط عليه بفعل الإقبال المبالغ فيه، وأحيانا يكون هذا الإقبال لدى البعض من باب ظاهرة التقليد والمحاكاة لا أكثر.