وضع أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا يتعجّب فيه من اكتشافه أنّ جريدة “الشعب” لا تزال تباع بـ 10 دنانير في الأكشاك، على عكس الكثير من الصّحف الأخرى؟ فأجبته، في تعليق، بأنّ أمّ الجرائد تقدّم خدمة عمومية وليست ربحية ولا تجارية، بل إنّ جريدة “الشعب” لم ترفع السّعر حتى وهي تجتاز أحلك صعوباتها المالية بسبب تراجع المداخيل وشحّ الإشهار، بينما يعلم الجميع أنّ هذا الأخير هو شريان حياة أي وسيلة إعلامية مهما كان نوعها أو حجمها.
مؤسّسة “الشعب” وهي تحيي ذكرى تأسيسها 62، في احتفالية رمزية أشرف عليها وزير الإتصال، محمد مزيان، الخميس، تؤكّد مرّة أخرى على تمسّكها بنهحها التاريخي المتمثّل في خدمة عمومية تراعي أخلاقيات مهنة الصحافة، هدفها الأسمى هو المواطن ورعاية المصالح العليا للوطن بعيدا عن الإثارة والتضليل اللّذين أصبحا، للأسف، ديدن الكثير من وسائل الاعلام ولو كان ذلك على حساب الوطن، تحوّل معها الإعلام من معول بناء واستقرار للأوطان الى أداة خراب للدّول والبلدان؟
كم نحن اليوم بحاجة إلى إعلام وطني حرّ ونزيه يصنع رأيا عاما وطنيا محصّن من سموم الحملات الشّعواء التي تتعرّض لها الجزائر لزرع الفرقة بين مكوّنات الشّعب الواحد، ومحاولة يائسة لحفر شرخ بينه وبين دولته ومؤسّساتها.
وسط هذه السّيناريوهات الخبيثة، ترابط “الشعب” كجندي يحمل قلما دفاعا عن هذا الوطن المفدّى، وستبقى على هذا العهد كما كانت على مدار ستة عقود ونيف ولن تبدّل تبديلا.