حدث وحديث

علاقات غير طبيعية

سعيد بن عياد
31 ماي 2022

يواصل المغرب الهروب إلى الأمام في مواجهة حقائق التاريخ والجغرافيا، التي تدحض احتلاله للصحراء الغربية، منساقا وراء أوهام، لم يعد الشعب المغربي نفسه يقتنع بها، خاصة بعد أن عزّزت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية موقعها في الساحة الإقليمية والدولية مسقطة من خلال القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية التي تكرس حق تقرير المصير كافة ادعاءات الاحتلال المغربي.
بالأمس فقط، مرّت الذكرى السادسة لوفاة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، الذي نقل عقب استشهاد البطل مصطفى السيد الوالي رسالة الشعب الصحراوي من أجل استرجاع الحرية والاستقلال والانعتاق من احتلال يمارس أبشع أنواع الاضطهاد والتقتيل ومصادرة ثروات الصحراويين، مستفيدا من دعم لوبيات وقوى الاستعمار الجديد. وسطر الراحل بحق مسار الحرية كما رسمه الآباء المؤسسون للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، البوليساريو، وهو المسار الأصيل الذي يمثل البوصلة السليمة لبلوغ الهدف، عبر مختلف أساليب الكفاح التي تكرسها الشرعية الدولية.
ويفضّل الاحتلال المغربي مواصلة مغامرته البشعة منغمسا في مشاريعه الإجرامية بحق الشعب الصحراوي، دون أن ينال من إرادة الصحراويين في التصميم على الكفاح والصمود مثلما تجسده المناضلة سلطانة خيا، التي تقف صخرة منيعة على الأرض، محققة دعما متزايدا من الحقوقيين عبر العالم بما فيها من أمريكا، لا تبالي بالتضحية من أجل حرية شعبها واستقلال وطنها بتخليصه من براثن احتلال أعمته نزعته التوسعية وإطماعه في ثروات البر والبحر.
وبالموازاة، يبقى مستقبل الشعب المغربي رهينة مخططات دولته، يدفع فاتورة مصاعب حياة يومية، تعكسها احتجاجات عارمة تشهدها مختلف المدن والقرى المغربية، تتقدمها تلك التي يشنّها عمال قطاعات التربية والتكوين، منذ بداية العام الجاري، مطالبين بإنهاء الغلاء والتسلط فلم يعد بإمكان المخزن التغطية على الخسائر الباهظة المادية والبشرية التي يتكبّدها في الصحراء الغربية.
وبالرغم من ارتمائه في أحضان الكيان الصهيوني، بإقامة علاقات غير طبيعية يستنكرها الشعب المغربي ويرفض مقايضة الدعم الصهيوني المفضوح بالتفريط في القضية الفلسطينية العادلة، والمقايضة مع رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، فإنّ مشروع الاحتلال سوف ينتهي من حيث بدأ كونه جريمة بمعيار القانون الدولي، لا يمكن أن تستمر في زمن أدركت فيه الشعوب عبر العالم أنّ الاستعمار حالة بشعة لا يمكن تبريرها مهما كانت الادعاءات والأكاذيب والمؤامرات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024