تجاوزات خطيرة جدا يواجهها هذه الأيام الشعب الصحراوي الصامد، بسبب تصعيد المحتل المغربي في الصحراء الغربية، حيث يتزامن ذلك مع تصعيد نظيره الصهيوني بالقدس المحتلة، وكلاهما يمارسان حملات من التنكيل والاعتقال التعسفي ومصادرة الحريات، في وقت بات من الضروري التحرك لدعوة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، لاتخاذ موقف عاجل وفعال، لوقف كل الجرائم التي تنتهك ضد الإنسانية بكل من فلسطين والصحراء الغربية المحتلتين بقوة الظلم ومنطق الأقوى يتجبر على البشر، ويسرق كل ما يملكون من أرض ووطن وخيرات وحرية.
الكفاح لغة الشعوب المضطهدة ببطش المحتل، وينبغي أن يوازي هذا المسار المتين المؤدي لا محالة إلى نهاية النفق، وبالتالي التتويج بالانتصار على الطغيان، فعالية دبلوماسية وضغط إعلامي على الرأي العام العالمي حتى تضغط الشعوب الحرة على حكوماتها ومن ثم يصبح من الممكن، استبدال المواقف المتخاذلة والصامتة على التجاوزات، بأخرى مفصلية، تدعم في نهاية المطاف صوت المظلوم حتى يستعيد ما اغتصب منه من دون وجه حق، وحتى يتم التأكيد أن وقت الاحتلال قد انطوى نهائيا حتى لا تنحرج الدول المتقدمة التي تدعي الديمقراطية ودفاعها عن حقوق الإنسان بل تحركها لحماية الشعوب المظلومة، مثلما ما حدث في الأزمة الأوكرانية.
العديد من السجناء السياسيين الصحراويين يقبعون في زنزانات المخزن في ظروف سيئة حيث يخضعون للترهيب والتعذيب تماما مثل ما يطال الأسرى الفلسطينيين، لذا ينبغي تقوية وتكثيف الدعوات لإنهاء القيود القسرية ومنع تجاوزات حقوق الإنسان التي تنتهك القانون وتمس بالقيم الانسانية أمام أنظار العالم، في وقت يتواصل المحتل في الدولتين المحتلتين التصعيد بشكل عنيف، وفي هذا الوقت بالذات يجتمع مجلس الأمن بخصوص الصحراء الغربية اليوم الأربعاء، وكان قد اجتمع، أمس الثلاثاء، فيما يتعلق بالوضع في فلسطين عقب قصف غزة وتواصل حملات الاعتقال والاستفزاز للكيان الصهيوني واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى. وما يجب التنديد به على أوسع نطاق أن المدنيين الصحراويون ونشطاء حقوق الإنسان توجد حياتهم في خطر، لأنهم يتعرضون باستمرار إلى عنصرية وعمل انتقامي ممنهج وخطير يجب أن يفضح قبل فوات الأوان فمن يوقف آلة الاحتلال البغيضة؟.