سلوكات ..

الخاسـر الأكبر

فضيلة بودريش
03 أفريل 2022

لا ينتبه كثير من المستهلكين إلى تفاصيل بسيطة عند اقتناء مادة الدجاج أو اللحم مهما كثرت أو قلت الكمية، ولا يدرك ذلك التجاوز الذي يقع فيه الجزار إلا من يتعامل كثيرا مع الميزان، فللوهلة الأولى يبدو كل شيء عادي لكن في الحقيقة يوجد خطأ لا ينتبه اليه المستهلك حيث يقع بشكل دوري في فخ الجزار الذي يسرق منه نقوده بطريقة غير ظاهرة ولا تنكشف بسرعة، ولا يمكن لأحد أن يعترض عليها ويطالب بتصحيحها.
كثير من الجزارين سواء من داخل الأسواق أو في محلات واسعة ونظيفة يفضلون وضع كمية اللحم التي اقتناها الزبون في نوع معين من الورق «الكاغط» المخصص للحوم الحمراء والبيضاء بدل الأكياس البلاستكية، وتوحي العملية بأنها صحية ونظيفة، غير أنه ما لا يخطر على بال أحد أن ذلك الورق عندما يتم وضعه في الميزان فإن المشتري من يدفع ثمنه أي سيضاف وزنه إلى كلفة اللحم لأن سعر اللحوم مرتفع ومكلف.
هناك بعض الجزارين وهم قلة يعدون على أصابع اليد، عندما يطلب المشتري ما قيمته 200دينار من اللحوم الحمراء أو البيضاء أو اللحم المفروم على سبيل المثال، فإن الجزار بعد وضع الورق الذي يلف فيه اللحم، ينقص من السعر 20دينار، حتى يكون الميزان مضبوطا ويبتعد عن شبهة التطفيف في الميزان وبالتالي يرتاح ضميره ويضمن أن مداخيل أرباحه حلال.
لكن للأسف مازال العديد من التجار الذين يبحثون فقط عن الربح السريع والسهل، فيحاولون إنقاص الكمية خاصة ما تعلق باللحوم أو الأسماك والفواكه و المكسّرت، أي كل ما تعلق بالمنتجات المرتفعة الثمن، فدائما ينقص ما بين 100 و200غ لكل كيلوغرام واحد يتم وزنه للزبائن، متعمدا معتقدا بأنها ذكاء ومهارة منه عندما ينجح في خداع الزبائن، وما لا يعلمه هؤلاء الغشاشين واللصوص الذين لا يمتون بأي صلة للتاجر الحقيقي الذي تضبط عمله قواعد التجارة الاحترافية ويؤمن بأن علاقة الزبون بالتاجر مقدسة قوامها الثقة والاحترام، أن العديد من الزبائن يملكون ميزانا بالمنزل وعندما يشكون في أن الكمية التي تم اقتناؤها من السوق، من اللحوم أو الفواكه والخضروات سيعيد التأكد منها إذا انتابه الشك في أن الرطل ليس رطلا والكيلوغرام غير منقوص، عندها ينقلب هذا الزبون على التاجر ويقاطعه وقد يفضحه أمام العديد من الزبائن أو يشهر بسلوكه المشين داخل السوق، والخاسر الأكبر، التاجر بعد أن ينقلب خداعه ومكره على سمعته ومصداقيته ويؤثر على علاقته بالزبائن داخل السوق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024