يتواصل تصعيد الاحتلال الصهيوني في كل شبر من أرض فلسطين المحتلة، بشن حملات مكثفة ومسعورة من اعتقال وأسر للفلسطينيين من دون أي أدلة تدينهم ظلما بارتكاب مخالفات أو تجاوزات، في وقت تضغط قوة الاحتلال لتضييق الحياة في وجه كافة الفلسطينيين كحيلة بهدف إرغامهم تحت طائلة القمع والقهر من إخلاء بيوتهم وترك أراضيهم والهجرة نحو المجهول، تكتيك الاحتلال يرتكز على سياسة الترهيب والكيل بمكيالين ضد كل فلسطيني متمسّك بأرضه أو يتفوّه بكلمة حرية أو استقلال في معركة يكيد فيها الصهاينة لمحو الهوية الفلسطينية.
يقترف الاحتلال الصهيوني يوميا جرائم بشعة متعددة من اغتيالات ومصادرة لأملاك الفلسطينيين واعتقالات واستفزازات على مستوى المقدسات الفلسطينية، من دون أن تتحرك الضمائر الحية بالعالم، والتي انتفضت حيال الحرب الروسية الأوكرانية، ومن هذا المنطلق ينبغي أن يحاسب الاحتلال الذي يتمادى في جرائمه، ويكثف من تجاوزاته وكأنّ القانون الدولي جامد لا يتحرك في وجه أبشع احتلال، ما زال يصادر الحريات والأراضي والتاريخ لفرض سيطرته على أرض يحاول سرقتها اصحابها الفلسطينيين.
يعيش الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة في وضع صعب لأنّهم مهدّدين بأبشع السيناريوهات، ويقابله تهديد أخير من طرف الاحتلال بهدف إجتياح غزة التي قصفت عدة مرات، وتكبدت سقوط شهداء ودمار هائل في البنى التحتية من دون أن تتحرك أصوات عالمية تدين تلك الجرائم، وتزامنت التهديدات الأخيرة مع الذكرى الـ 20 لمجزرة جنين، حيث اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني مخيم جنين وطوقته بقوات مدرعة.
غير أنّ المحتل واجه مقاومة شرسة، ورد على ذلك بجبن ووحشية، حيث قام بهدم جزء واسع من المخيم، وأقدم على تسويته بالأرض، وتفنن في لغة الانتقام حيث قصف مدمرا 455 منزل بالكامل، و800 منزل بصورة جزئية، واستشهد 58 من أبناء المخيم معظمهم كان يستخدمهم المحتل الغاشم دروعا بشرية خلال محاولته التوغل في المخيم، بينما تم اعتقال المئات من الفلسطينيين..فمتى تتحرك الضمائر لدى القوى العالمية لتضع حدا لبطش الاحتلال؟