يتحيّنون شهر رمضان على وجه أخص، ليتمركزوا أمام المساجد وفي الأسواق الشّعبية، والطرقات، إنّهم المتسوّلون الذين خرجوا بشكل ملفت للانتباه عشية الشهر الكريم، متّخذين أشكالا وألوانا وطرقا مختلفة لطلب الصدقة، مقابل الدعاء الذي يتفنّنون فيه من أجل امتصاص ما في الجيب.
ظاهرة تتكرّر في هذه المناسبة الدينية، حيث أن ارتفاع عدد المتسولين يأتي بالنظر إلى استغلال هؤلاء للبعد الروحي والتضامني لهذا الشهر، لذلك نجدهم متمركزين أمام بيوت الرحمان، بين الاستعطاف والاستغلال، يطلبون المال بطريقة مباشرة باستعمال كل الأساليب الممكنة لجني
«الغنائم» بدون أي جهد.
غير أنّ انتشار المتسوّلين يعتبره الأخصائيّون في علم الاجتماع ظاهرة اجتماعية، استدعي معالجتها بصفة جذرية، هناك بعض الدول العربية التي تنتشر فيها الظاهرة بشكل كبير إلى تكثيف نشاط رجال الأمن، وإعداد تقارير حول الأشخاص أو الشبكات التي تتواطأ مع المتسولين، ويبدو أنّها استطاعت إلى حد ما الإحاطة بهذه الفئة التي تحتال على الناس باستمالتهم من ناحية الدين، والجو الروحاني الذي يخيّم على جميع المسلمين في شهر الرحمة.
في ظل غياب أرقام حقيقية لظاهرة التسول في الجزائر، يستدعي الوقوف عندها من طرف الدولة، من خلال القانون الذي يجرم ممارسة التسول، والقضاء عليه خاصة أنّ هناك شبكات تستغل الأطفال وذوي الإعاقات لجني الأموال، ولا أحد يعلم أي وجهة تأخذها هذه الأخيرة.