توفر البوابة الجزائرية للمجلات المُحكّمة، عددا معتبرا من المقالات العلميّة التي تفكّك إشكاليات مختلفة نعيشها في يومياتنا، وكثيرا ما تقترح حلولا موضوعيّة من بنات أفكار الجزائريين الذين يعملون في صمت، ويقدّمون حبات قلوبهم للوطن، لا يريدون جزاء ولا شكورا.
ولقد طالعنا بالبوابة تحليلات متباينة، لإشكاليات تبدو عويصة للغاية، ولكنّها تجد بين أيدي الباحثين الأفكار التي تكفل تجاوزها، حين تعود بها إلى أصولها، وتنظر في أسبابها، وتقوّم طرائق معالجتها، وفق منهجية علميّة صارمة، ولكنّنا في المقابل، نلاحظ أنّ نفس الإشكاليات تبقى مطروحة على وسائل الإعلام التي تتعامل معها بالأسلوب الخبري، وفق مقتضيات مهنية، دون أن تتطرّق إلى الحلول المقترحة، تماما مثلما نلاحظ أنّ كثيرا من القطاعات تواصل التعامل مع مشكلاتها دون أن تعرف بأنّ حلولها الجزائرية موجودة، أو على الأقل، دون أن تعرف بأنّ هناك محاولات جادّة لتفكيكها وتقديم الحلول التي تضمن التّخلص منها.
وقد يكون واضحا أنّ ما وصفنا من أساليب التعامل مع البوابة، إنّما يعود إلى (قطيعة افتراضية) بين مختلف القطاعات، حتى كأن كلّ قطاع لا يمثل سوى جزيرة منفردة لا تحتاج القطاعات الأخرى في القيام على واجباتها، وهذا يكلّف كل قطاع خسائر فادحة ربّما لا يحسّ بثقلها، ولكن وطأتها على طبيعة الأداء واضحة للعيان.
ونعتقد أنّ المادة التي تقدّمها البوابة الجزائرية تحتاج إلى بعض الاستثمار، وتحتاج إلى بعض الانتباه، وتحتاج إلى بعض العناية، إذ ليس من المعقول مواصلة الصبر على مشاكل قدّمت حلولها، بل إنّ العناية بالبوابة ينبغي أن تتعمّق وتتأصّل، وليس عيبا أبدا أن يتقرّب قطاع من الجامعة، كي يقترح الإشكاليات التي يعاني منها لتكون مواضيع دراسة وبحث، عسى تقدّم الحلول المناسبة.. ليس عيبا، فهذا السلوك هو الذي نحتاج إلى تأصيله، كي يكون العمل منهجيا، ويكون الأداء رفيعا، فاليد الواحدة – كما نتعارف عليها – لا تصفّق..