هي تسعون دقيقة فقط.. تسعون دقيقة تفصل أشبال بلماضي عن الفوز بتأشيرة تضمن للمنتخب الوطني مكانة في الكوكبة التي تنشط كأس العالم بقطر.. تسعون دقيقة تكفي للتأكيد بأن «الكفاءة» تحقّق أهدافها مهما تكن الصعوبات التي تعترضها، بل إنّها يمكن أن تجعل ما يبدو مستحيلا، هيّنا سهل المنال، حين تفكّك عقدة «الكاميرون» التي طال بها الزّمن، وهي تفرض نفسها على الواقع الكروي الجزائري.
ولا شكّ أن النخبة الوطنية ستدخل مباراة العودة مرتاحة، بفضل رأسية سليماني الخارقة الحارقة، وقبلها، بفضل عبقرية بلماضي الذي عرف كيف يسيّر أطوار مباراة «جابوما»، وحقّق انتصارا مذهلا، لم يكن يخطر على بال المتردّدين الذين لم يتجاوزوا بأمنياتهم عتبة «الرغبة في التعادل»، انصياعا للعقدة الأبدية التي لازمت متابعي كرة القدم، وإن لم يتردّد الواثقون في كفاءة «الكوتش»، في التعبير عن الإيمان بالقدرة على تحقيق الفوز، وهو ما تحقّق، فالانتصار لا تقف دونه «المخاوف»، لأنّه يتحقق في الميدان، وليس في «قراءة الفنجان»..
ولقد كان انتصارا مبهرا ذاك الذي حققته النخبة الوطنية، فهو انتصار «الكفاءة» أوّلا، وهو البرهان على ضرورة اعتماد مبدأ «الكفاءة تمرّ» في جميع القطاعات، وليس في مجال الرّياضة وحده، فالجزائر تزخر بالأكْفاء من أبنائها في جميع التخصّصات، وهؤلاء قادرون على رفع أعتى التّحديات، والفوز بأصعب الرهانات، من أجل واقع أفضل يتحقّق للوطن..
هي تسعون دقيقة يحتضنها «تشاكر»، كي يتجسّد أمل الجزائريين جميعا في تزيين دورة قطر بالألوان الوطنية، فالفوز المحقق بالكاميرون، يمنحنا مساحة واسعة للتفاؤل بقدرة فريقنا على تجاوز الصعب.. وتكون – بإذن الله - فرحة عظيمة يحتضنها الشهيد تشاكر، في شهر الشّهداء.. والمجد لك يا جزائر..