كم هو عدد الكتاب الشباب المتواجدة أعمالهم بالصالون الدولي للكتاب في طبعته 25؟ لا أحد يمكن إعطاء مثل هذا الرقم، بالرغم من أنّ العدد في تزايد من سنة إلى أخرى بتشجيع من كثير من دور النشر التي ترى فيهم مصدرا للتجارة والربح، وتوظف أعمالهم في ساحة النشر دون تدقيق أو مراجعة مسبقين.
يحضرون من كل شبر من الوطن، أفرادا وجماعات يبحثون عن الحضور وعن قراء وعن ظهور إعلامي، يسلط الضوء على كتبهم وإصداراتهم، التي حملوها أحلام الوصول يوما إلى باب الشهرة الثقافية.
الكتاب أو الكتابة الشبابية الظاهرة التي وإن تحتاج حتما أيّ تشجيع فإنّ الكتابة والتأليف تبقى في حاجة كبيرة إلى دراسات، وضوابط تحفظ للمشهد الثقافي وقاره، بوضع حدّ للأعمال التي لا تمد بأيّ صلة للكتابة، وتمنح المواهب الحقيقية تأطيرا وتشجيعا ومرافقة، تساعدها على الوصول إلى المبتغى.
ما أحوج عالم الكتاب، اليوم، إلى لجان قراءة بدور النشر، وإلى نقد بناء بعيدا عن المحاباة، وإلى إقامات كتابة تساعد المؤلفين الشباب على التحكم في التقنيات وصقل الأسلوب...
وما أحوجنا أيضا إلى مسابقات وجوائز محلية ووطنية تشجع على الإبداع، وتكرم فعل الكتابة الصحيحة، لتسلم الساحة الثقافية من أشباه الكتاب الذين يؤمنون لأنفسهم ألقاب الشاعر والروائي والقاص، وهم في أول سلالم الكتابة ويفتقدون إلى الخبرة، هذا في غياب من يراقب ويشجّع ويوجه من المبدعين والأدباء المخضرمين.