لا نعرف إن كان لوزارة الثقافة لجنة قراءة خاصة بالمواد التي يتم عرضها بالمعرض الدولي للكتاب، أم أن الأمر يقتصر على رقابة المواد المستوردة من الخارج. فقد بلغنا أنّ هناك سبق في الاعتراض على بعض المواد التي لا تلائم القارئ الجزائري لسبب أو لآخر..
وإذا افترضنا جدلا أن هناك لجنة تراقب المستورد، فالأولى أن تكون هناك لجنة لمراقبة المنتج الوطني، ليس انصياعا لمبدإ الملاءمة هذه المرة، ولكن فرضا لمبدإ «احترام القارئ»، لأن بعض «الفطريات» ممّا يسمى عندنا «دور نشر»، صارت تستغلّ المعرض في كراء (وقت البيع بالإهداء) واستغلال الكتبة المبتدئين الذين ينبغي أن يحظوا بالعناية لا أن نتركهم نهبا لبعض الذين يعتقدون أنهم (أذكياء) أكثر من الناس حين ينشرون أيّ كلام، على أساس أنهم لا يقدرون على دفع حقوق لجان القراءة!!!
على كلّ حال، فكرة «كراء الوقت» ليست جديدة، فقد ابتدعتها دار نشر اشتهرت بالضحك على ذقون الناس، واستغلال رغبة الشباب الجامحة في الكتابة، استغلالا يتيح لها (تسييل) ما تدرّه من أرباح في خزينتها، فالعملية – أصلها رابحة – لأن ثمن الطبع يدفعه الكاتب، وثمن الكتابة مدفوع سلفا من طرف الكاتب، ولم يبق على الناشر سوى دفع ثمن مساحة العرض، (وهذه جاءت هديّة في هذا العام المبارك)، ولقد انتشرت الفكرة، فصار «البيع بالإهداء» سلعة مضمونة، بل ويتنافس الزبائن على مساحات الوقت الأفضل، فالذي يبيع بالإهداء وقت الافتتاح ليس كمثل الذي يبيع في سائر الأيام، والبيع ساعة الذّروة، لا يماثله البيع وقت الهدوء، وفي كل حال، فإن الكاتب (إن كان كاتبا طبعا) لا ينال سوى الصّداع..
ومهما تكن قراءة ما يحدث أمام أعيننا، فإن النتيجة واحدة.. ضرب فكرة المعرض، وضرب فكرة الكتاب، بل ضرب كل أمل ممكن للمعرض والكتاب معا، عرض الحائط، بسبب طمع صغير يرتكبه بعض الذين لا علاقة لهم أصلا، بمهنة النشر..