حال الدنيا

ذهنيات ..

حياة. ك
22 فيفري 2022

ليست التكنولوجيا وحدها من أوصلت الدول الغربية لهذه الدرجة من التطور وفي جميع الميادين، وإنما الاعتراف وتثمين ما حققه أي مسؤول قبل مغادرته لمنصبه. وليس هذا فحسب، بل يواصلون ولا يعودون للصفر أبدا، هم يبدأون من حيث انتهى من سبقهم، ولا يبخسون الناس أشياءهم أبدا.
هذه القاعدة التي تحولت إلى ثقافة في بلاد الغرب، لا توجد عندنا ولم نستطع أن نكتسبها، بالرغم من أننا نحسن التقليد، خاصة في الأمور التي لا تجلب لنا أية منفعة.
نحن بالعكس طوّرنا ثقافة «أنا لي بادرت»، الكل يريد أن يعود له الفضل في أنه أطلق مشروعا أو ما شابه، لكن لا أحد يثمّن ما بدأه غيره ويواصل على نفس المنوال وغيره يضيف أشياء جديدة، هكذا تتقدم الدول وترتقي، لا أحد يحمل ضغينة لمن سبقه في المسؤولية ولا يقلل من شأنه، حتى الأطباء أذكرهم على سبيل المثال لا الحصر، يعملون بنفس المنطق، كل طبيب يعتقد أنه الأحسن، وأن الدواء الذي وصفه غيره لا يشفي، وقد ينسى أخلاقيات المهنة وينتقد زميله، ليكسب ثقة المرضى ويحقق الشهرة وهو يعتقد في قرارة نفسه بالمثل الشعبي «أنا وحدي نضوي لبلاد».
هذه هي حالتنا، للأسف، والتي لا يمكن أن تغيرها ولا تطورها لا الإمكانات المادية ولا التكنولوجيا الحديثة، كما يعتقد البعض، لأنها ببساطة هي مسألة ذهنيات متحجرة وعقليات بالية، تأبى إلا أن تكون هكذا، بالرغم من ان ذلك كلفنا حالة التخلف والتقهقر في جميع الميادين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024