أبان العمل الإرهابي الغادر الذي ارتكبته دولة الاحتلال المغربي، بحق 3 جزائريين في الأراضي الصحراوية المحررة، عن حجم الورطة الكبيرة التي وقعت فيها المملكة وعرّى دورها كأداة وظيفية في المنطقة.
يوما بعد يوم، يتعمق شعور الشعب المغربي وشعوب المنطقة عامة، أن المخزن يعيش وضعا غير طبيعي لم يألفه منذ عقود؛ وضع يشبه اقتراب النهاية البيولوجية لشيء ما، بينما يهرول من حوله جاهدين لإنقاذه أو إطالة أمده، لكن النهاية محتومة.
عزز هذه القناعة كلما تناولت الفضاءات العامة السؤال عن السبب الذي يدفع جيش الاحتلال المغربي لاستهداف شاحنتين فارغتين، بسلاح “متطور”، بينما كان أصحابها يتقاسمون وجبة غذاء مع عائلة من موريتانيا، في أرض قاحلة لا شبهة فيها ولا خطر؟.
ومهما تعددت الإجابات والتبريرات، إلا أن الإجماع يستقر على أن مغرب اليوم يستقوي بطرف ما، يجعله يندفع متهورا لإظهار قدرته على القفز من ارتفاع شاهق جدا، نحول المجهول. وهي حماقة ارتكبها في الفاتح نوفمبر، عندما قتل غدرا وبشكل سافر 3 جزائريين يمتهنون التجارة.
ما يؤسف أن المملكة تستقوي بالكيان الصهيوني الغاصب، وبمستعمر قديم وبـ4 طائرات دون طيار اقتنها أواخر الصيف، وتتوهم أنها قلبت الموازين.
إن اتفاق التطبيع هذا أسال كثيرا من الحبر، تحدث عنه محللون بأنه “مقايضة” قبول احتلال فلسطين بقبول احتلال الصحراء الغربية، لكن الأمر أعمق بكثير. غير ان التطبيع في الحقيقة هو ابتزاز وفحواه “فلسطين والصحراء الغربية مقابل النظام الملكي”.
هذا النظام الذي ترهل وبات كالشجرة التي لا تخضرّ أوراقها، يريد البقاء مقابل كل شيء، حتى لو تعلق الأمر بممارسة إرهاب الدولة ضد مواطنين عزل، تنفيذا لمخطط معد من أوصيائه فقد الجار الغربي إلى مسدس في يد الصهاينة واللوبي الفرنسي المتطرف الحاقد، على الجزائر... ومع ذلك سيعاقب.