الوجه الآخر

نظافة ظرفية..

عبد الملك بلغربي
08 أوث 2021

النظافة من الايمان والوسخ من الشيطان، تعلمناها وحفظناها في المدرسة، لكن يبقى السؤال هل عملنا بها وطبقناها فعلا؟.. للإجابة على ذلك لابد من القاء نظرة مسحية على شوارعنا وأحيائنا ومؤسستنا ومدننا، هنا فقط يمكننا الاجابة.
المتمعن اليوم في حال المشهد البيئي يتضّح له إننا بعيدين كل البعد عن النظافة بالمعنى الشامل والدقيق، بل أن بعض المشاهد لتراكم الأوساخ والقمامات والقاذورات في عديد الأحياء يندى لها الجبين في مجتمع دينه دين النظافة والطهارة.. عجيب أمرنا.!
المشكلة بنيوية وتحتاج لتحليل عميق، لما تقارن المدن والساحات والأماكن العامة في بلاد الغرب، مع مدننا وشوارعنا وحتى حدائقنا ستصاب حتما بصدمة، كيف لا وشوارعنا باتت تكتسي حلة قاذورات في أعز الوباء، فهذه أكياس بلاستيكية وأخرى مخلفات مأكولات وتلك قنوات صرف صحي تجري في الشوارع، يا اسفاه.. ما هكذا علمنا الاسلام، ما الذي يمنع التزامنا بقواعد وشروط النظافة لا سيما ونحن في عصر الأمراض والأوبئة؟.
الشيء الذي ينبغي أن يفهمه كل عاقل والذي  يجب أن يغرس في الاذهان، هو أن النظافة ليست مسألة ظرفية مناسباتية، وإنما شيء ضروري ملازم مع وجودنا لا يمكن الاستغناء عنه، بالأمس القريب رأينا حالة استنفار قصوى عند اكتشاف وباء الكوليرا في بلادنا، ورأينا تلك الحملة الواسعة التي تدعو للالتزام بشروط النظافة، كما شاهدنا بعض المبادرات الجميلة لتنظيف كثير من الأحياء والحدائق وو...، لكن بعد أيام فقط عادت حليمة إلى عادتها القديمة، فالمدخّن يرمي بقايا سجائره في أي مكان، وبعض المواطنين للأسف لا يزالون يلقون بأكياس قماماتهم من شرفات العمارات، بل لم تسلم حتى وسائل النقل والمؤسسات من هذه الظاهرة للأسف.
والغريب في الأمر لما يأتي وباء ترى حالة استنفار لدى الأغلبية، لكن بمجرد أن تنتهي تلك المرحلة تعود «القاذورات « إلى مجاريها. حقيقة النظافة ليست شيئا ظرفيا وإنما ملازم للإنسان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024