يبدو أن الهزائم الدبلوماسية والسياسية المتتالية التي تعرض لها النظام المخزني خلال العقود والسنوات والأشهر الماضية، تركت أثارا عميقة عليه، وصلت حد إصابته بالسّعار. فعلى الرغم من أنه الطرف الظالم في المعادلة والمنهزم في نفس الوقت، إلا أنه لا يزال في عبثتيه. فالواقع والقانون والتاريخ يؤكدون أن المغرب محتل لأرض غير أرضه، هي الصحراء الغربية، ومنتهك لحقوق الإنسان وفق تقارير دولية.
السّعار المخزني طال حتى دولا أوروبية كألمانيا وإسبانيا، حيث كان يخيل للنظام المخزني من السهل ابتزاز برلين ومدريد، لكنه تلقى هزائم دبلوماسية، لا سيما من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي وجد نظام المخزن نفسه في مستنقع، وقدم صورة مشينة عن «مملكة أمير المؤمنين»... فهل يعقل ان تضحي دولة ما بأبنائها في البحر؟ كل العالم شاهد تلك الصورة المأساوية لأطفال ونساء المغرب وهم يعبرون البحر..!.
العالم يشهد ان الجزائر من الدول الملتزمة بقواعد حسن الجوار، لكن على النقيض أحداث التاريخ تؤكد أن المغرب من الدول المخلة بحسن الجوار وحرب الرمال عام 1963 شاهدة على ذلك. واستمر في غطرسته واشتد عداءه للجزائر، لا سيما بعد احتلاله للصحراء الغربية عام 1975، وصولا الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.. يا له من سّعار مخزني!
اليوم وبعد هزائمه ونكساته الخارجية، يحاول النظام الملكي المطلق تصدير مشاكله الى الخارج، محاولا إخفاء جبهته الداخلية المشتعلة والملتهبة، نظرا للتهميش والإقصاء والحرمان والمضايقات والاعتقالات والانتهاكات التي يتعرض لها المغاربة، لا سيما في الريف المحروم من أدنى شروط وأساسيات الحياة، بحسب تقارير دولية، فيكفي أن أكثر من مليون مغربي في الريف يقتاتون من عائدات المخدرات.. وها المخزن يهاجم مرة أخرى الجزائر، في اعتقاد منه ان بإمكانه زعزعة الاستقرار الداخلي، وهو وسادته يعلمون ان بلادنا أخذت استقلالها بقوة السلاح بعد ثورة عظيمة وصل صداها الى كل العالم، اين التحم فيها العربي والأمازيغي والشاوي والترقي والميزابي ووو... من اجل استقلال ووحدة شعب يعرف كيف يرد على من يصطاد في المياه العكرة.