10 سنوات كاملة من الصراع والتوتر الأمني الذي وضع ليبيا في خطر التمزيق، ومع ذلك مازالت رحى الحرب تفجّر الاستقرار وتمنع حدوث توافق حقيقي بين الأطراف اللّيبية المتنازعة، توافق وقناعة تنهي الأزمة بالتفاوض السياسي وبتغليب كفّة مصلحة ليبيا التي أصبحت في قبضة مصالح بعض القوى الخارجية، لأنه لا يمكن الحسم في الملف اللّيبي من دون تغليب مصلحة الشعب والبلد، لكن يبقى الأمل قائما حتى تستعيد هذه الدولة العربية الثرية بالموارد والموقع الجيو استراتيجي تماسكها وهدوءها ووحدتها.
تعيين المبعوث الأممي الجديد جاء في وقته ويعول عليه كثيرا ليواكب قطار العملية السياسية مع ضرورة أن يتحلى الجميع بالجدّية، لاستغلال مختلف المؤشرات الإيجابية التي بدأت تلوح في الافق لرأب الصدع وإسكات صوت الآلة العسكرية، بداية من تحلي المتنازعين على الارض بالوعي والحكمة، وكذا توفر إرادة وقوة سياسية دولية لفرض منطق السلم وإرساء المصالحة المفقودة في المشهد اللّيبي، لكن أخيرا عقدت جلسة التصويت لانتقاء آلية اختيار أعضاء السلطة التنفيذية الذي من شأنه أن يزيل الشوائب ويحلحل الخلافات المعقدة، ويضع نهاية لمختلف الأشواط الدامية التي عصفت بليبيا في السابق، بعد أن صارت بمثابة الدرس للجميع فهل هي نهاية مشهد العنف المرعب والمدمر؟.
بعد تجارب قاسية، يأمل أصدقاء الشعب اللّيبي المحبين للسلام أن تكون سنة 2021 نهاية المحنة وبداية جديدة أكثر نصاعة واستقرارا، خاصة مع الادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، حيث يتوّقع المتفائلون أن تمنح دفعا للاتجاه الصحيح المفضي إلى استقرار الوضع وانتخاب قيادة سياسية واحدة وموّحدة بليبيا، ينضوي تحتها جميع الليبيين الذين أنهكهم العنف وفرقتهم الخلافات وشردتهم الحروب اللّعينة.
قد تكون ليبيا على بعد خطوات من طي صفحة الربيع المؤلم، حتى يتفرغ أبناءها لإعادة إعمار بلدهم وبناء مؤسساته الدستورية من دون سماع صوت أصحاب المصالح بالداخل والخارج، وبنبذ مسارات التفرقة التي تؤجج الأوضاع بدل التهدئة.