حدث وحديث

اقتراب النهاية..

فضيلة بودريش
12 جانفي 2021

جميع التجارب أثبتت أن المصالح وحدها من تحرك شيطان الفوضى وتصنع الجماعات الإرهابية وتدمر وتخرب وتعبث باستقرار وتماسك الدول، والمستفيد من هذه الحروب العسكرية والفكرية دول متآمرة وجماعات طامعة بمصالح ضيقة، مستغلة قلة وعي وبعد نظر شعوب مخدوعة بذرائع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فهل بعد عقدين ونصف.. انحسر الإرهاب وبات فصلا من الماضي أم أن خطره مازال قائما وسيتشكل في وجه جديد؟
لا يمكن للدول التي حجز فيها الإرهاب موضع قدم أن تتخلص من بقاياه بسهولة، لأنه أمامها إلى جانب الحرب الإستراتجية التي خاضتها حروب أخرى على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بالموازاة مع استمرار العصا العسكرية، القادرة على تجفيف الجيوب النائمة والحارس الذي لا ينام الساهر على تأمين حياة البشر، ولعل خير دليل على ذلك مخلفات هذا الوحش في الدول التي اخترقها وعبث بأراضيها، فنجد العراق المتعطش لتذوق طعم السلم بعد معارك مريرة وطويلة، مازالت تهدده بقايا الإرهاب على غرار الأحزمة الناسفة والألغام التي لم تتفجر وتنتشر في أماكن مجهولة ويضاف إليها القنابل والأسلحة خارج الدائرة القانونية، ففي الموصل وحدها تشير الإحصائيات إلى القضاء على 60ألف إرهابي تابع لتنظيم داعش وسقوط 6000 مدني. نفس السيناريو المخيف لانتشار السلاح والألغام يتكرر في سوريا وليبيا واليمن، بالرغم من تناقص نفوذ تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق وهروب الكثير من عناصره إلى دول أخرى.
صحيح أن الإرهاب ليس له عقيدة وبلا هوية، ووجوده خطر على أمن البشر ليس في الدول التي يستقر بها فقط، وإنما شره ومخططاته تصل إلى أبعد منطقة في العالم، لأنه لم يعد يتحرك بنمطه التقليدي، بعد أن تطور كثيرا مواكبا للطفرة التكنولوجية، وصار بإمكانه أن يجند بمغريات المال ما يحتاج من أذرع لنشر الموت في كل مكان، لذا تراجع هجماته منذ بروز الجائحة لا يعني أنه مؤشر على اقتراب نهايته، وقد يكون تماما مثل كورونا يتحور في شكل وأسلوب مختلف ليعود من جديد مدعوما بقوى الشر وفق أجندات وخطط خبيثة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024