آخر إحصائية عالمية عن العقول النيرة والمنتجة والمساهمة في تطوير قطاعات مختلفة تقول بوجود 35 باحثا جزائريا نشطا من بين 1000 باحث فعال من الفئة الممتازة في العالم!
المعلومة، التي قد لا يُصدقها متشائمون درجوا على تصنيف المنتج الجامعي الجزائري في خانة غير طيبة، أو على الأقل يتحدثون عن هجرة الأدمغة فقط، هي معلومة تُثلج الصدور، وتؤكد حقيقة توارت خلف الكمّ الهائل من السلبية، التي بسطت جناحيها على واجهات كثيرة، في بلد مُطالبٌ بإعطاء فرص كثيرة لمن لم يحظوا بها، خصوصا في الثلاثين سنة الماضية، التي اكتوى فيها الجزائريون بنيران الإرهاب، وبشفّاطات الفساد، الذي عشش في قطاعات كثيرة، وتسببت في ركود اقتصادي، وعجز مالي، كاد يُركّعُ مالية الجزائر.
وجود عقول جزائرية، بيننا، قائمة تصلي للبحث والتطوير، بالرغم من الإمكانات البسيطة، وترفض مغريات الهجرة نحو الشمال، يعني وجود نخبة لا تلوي المادة أعناقها، ولا تجري خلف كماليات الحياة الحديثة، التي تدفع الناس دفعا لدخول جحر «أنا وبعدي الطوفان»!
سمعت عبد الحفيظ أوراغ، المدير العام للبحث والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يتحدث عن النسبة المذكورة، وعن ضرورة نفض الغبار على عقول أخرى، ينبغي الاستفادة منها وتثمين قدراتها، وهو مطلب مشترك لدى عقول جزائرية في الطب والصيدلة والتكنولوجيا وتخصصات علمية أخرى في جامعة باب الزوار وجامعات أخرى، ينتظر دكاترتها ومختصوها من يعطيهم فرصة خدمة مشروع ما، في مكان ما، خاصة وأن القاعدة العلمية، تقنيا، موجودة، وفي بعض التخصصات وصلنا حالة من التشبع، لكن يبقى تفعيل هذه العقول موقوفا على قرار آخر يسمح بمخصصات مالية وبناء مخابر جديدة، مواكبة للمستجدات، وباحثة في تفاصيل فرادة جزائرية قد ينجزها باحث مغمور، لم تتح له فرصة تحويل ما يفكر فيه رلى «حقيقة» و»واقع» ومجسم ومشروع بيوتكنولوجي أو صناعي وما شابه...
نحن بحاجة إلى من يحيي خلايا العقول النائمة، اليوم وغدا، لا إلى من يحيي خلايا الإرهاب النائمة، من الإرهاب... إلى البيروقراطية الإدارية، التي يشكو منها الطبيب والمستثمر وصاحب مشروع حاضنة، في العقد الثاني من العمر!